الرباط تحتفي بإسهامات عبد العزيز التويجري في الفكر والثقافة والتربية

شهدت العاصمة المغربية الرباط، أمس السبت، لقاءً علميًا تكريميًا احتفاءً بإسهامات المفكر السعودي عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام السابق لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وذلك تقديرًا لعطائه في مجالات الفكر والثقافة والتربية.
الرؤية الحضارية في فكر التويجري
جاء هذا اللقاء، الذي نظمه المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية بشراكة مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي، تحت عنوان “الرؤية الحضارية في المشروع الفكري للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري”.
توزعت أشغاله على جلستين علميتين، ركزت الأولى على تحليل الرؤية الحضارية في مشروع التويجري الفكري، حيث أجمع المشاركون على قيمته كدعوة لإعمال الفكر في تحقيق النهضة الحضارية. أما الجلسة الثانية، فتناولت قراءات تحليلية في مؤلفاته، والتي تجاوزت الخمسين كتابًا، تتناول قضايا الفكر والأدب والثقافة.
تكريم مستحق لمسيرة حافلة بالعطاء
في تصريح بالمناسبة، أوضح خالد الصمدي، رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، أن هذا اللقاء يأتي في إطار تقليد علمي سنوي يستضيف شخصيات فكرية بارزة بهدف ربط جسور التواصل بينها وبين طلبة الماستر والدكتوراه، وتحفيزهم على تناول مشاريعهم الفكرية ضمن أطروحاتهم الجامعية.
وأضاف الصمدي أن الاحتفاء بالتويجري جاء تكريمًا لمسيرته العلمية والمؤسساتية الغنية، ودوره في تعزيز الحوار الثقافي واستراتيجيات النهوض بالعالم الإسلامي.
التويجري: الفكر قاعدة أساسية للنهضة
من جانبه، أعرب عبد العزيز التويجري عن اعتزازه بهذا التكريم، معتبرًا أنه احتفاء بالفكر والحوار والتواصل الثقافي. وأكد أنه عمل طيلة مسيرته المهنية على مقاربة قضايا الفكر والثقافة من منظور حضاري، يُعلي من شأن القيم الإسلامية، ويرى في التواصل الإنساني وسيلة لتحقيق التقارب بين الشعوب، وفي الإسهام المعرفي غايةً سامية.
وتسلم التويجري بهذه المناسبة “درع التميز الفكري”، مشددًا على أن التنمية لا تستقيم دون قاعدة ثقافية وفكرية تعيد للأمة ثقتها بذاتها، وتعزز هويتها الحضارية.
مسيرة فكرية متميزة
شغل عبد العزيز بن عثمان التويجري منصب المدير العام لمنظمة الإيسيسكو من 1991 إلى 2019، حيث ساهم خلال هذه الفترة في تطوير عمل المنظمة وتعزيز حضورها الدولي في مجالات التربية والعلوم والثقافة. كما شارك في العديد من المؤتمرات الفكرية والملتقيات الدولية، التي أثرت النقاشات حول قضايا النهضة والتحديث في العالم الإسلامي.
دور المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية
جدير بالذكر أن المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، الذي تأسس سنة 2000 بمدينة تطوان، يُعنى بالبحث والتكوين والاستشارة في المجال الفكري والتربوي، ويسعى إلى دعم التكامل بين القيم والمعرفة، وتعزيز التفكير النقدي، والرفع من جودة التكوين، وذلك بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية.
احتفاء بالفكر ونهج التغيير
مثل هذا اللقاء العلمي لحظة احتفاء برموز الفكر العربي والإسلامي، ومناسبة لإبراز أهمية الرؤية الحضارية في النهوض بالثقافة والتربية، حيث يشكل فكر عبد العزيز التويجري نموذجًا للبحث المعرفي المتجدد، الذي يرسّخ قيم الحوار والانفتاح والتطوير الحضاري.