
قال العبادي إن مسيرة إصلاح الحقل الديني انطلقت منذ خطاب الملك محمد السادس عام 2004، الذي لامس فيه مختلف مكونات استراتيجية إصلاح التي بلورها منذ توليه العرش. وأضاف، خلال استضافته على قناة ميدي1 أن هذه الاستراتيجية “بدت عضوية ولامست كافت المفاصل بدأ بالاختيارات الكبرى للمملكة منذ مايزيد عن 12 قرنا”.
وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن هذه الاستراتيجية تتضمن هيكلة سباعية الأبعاد، تنطلق من عمادٍ أساسي هو مؤسسة إمارة المؤمنين، المشرف العام على هذه الدينامية، والواضغ الأصلي الاستراتيجية. وياقي المكونات المتمثلة في:
المكون الثاني: فهو المجلس العلمي الأعلى، الذي خوله أمير المؤمنين دستوريًا الإشراف على مجالات الإفتاء والإرشاد والتأطير الديني.
المكون الثالث: الرابطة المحمدية للعلماء، التي تُعد بمثابة الأكاديمية العلمية الإسلامية، وتضطلع بدور مزدوج: فهي مستودع فكري يُنتج الرؤى والأفكار، كما أنها فاعلة ميدانيًا في التنزيل والتنفيذ. تتحرك هذه المؤسسة بوعي ووفق توجيهات مولانا أمير المؤمنين حفظه الله، انطلاقًا من أن المجتمع الذي نخاطبه ليس كتلة واحدة، بل يتكون من مكونات متعددة: الأسرة، الطفولة، اليافعون، الشباب، الفنانون والملهمون، قادة الرأي، القادة الروحيون، والمؤطرون في الحياة العامة إداريًا وإنتاجيًا.
وعليه، يضيف عبادي، ينبغي أن يكون الخطاب موجَّهًا بشكل يراعي هذه التعدديات كلها، لأن “المجتمع كائن حيٌّ ومعقّد”.
وشدد العبادي على الإنسان، هو الخلية الأساسية المكونة للمجتمع، وهو ” ليس أحادي البعد، بل هو كائن متعدد الأبعاد: بعد وجودي، بعد فكري، بعد وجداني، بعد اجتماعي، بعد دولي وكوني، بعد سيكوحركي، بعد متصل بالذاكرة، بعد متصل بالحلم وبناء المشاريع لتحقيقه، بعد متصل بالاختيار وسداد هذا الاختيار”.
وهذه الأبعاد كلها، حسب العبادي، تتطلب أن “يُزوّد الناشئة بحقائب معرفية ومهارية قادرة على الاستجابة لهذه التحديات.
ولهذا الغرض، تم تأسيس “الرابطة المحمدية للعلماء”.
أما المكون الرابع فهو جامعة القرويين، والمكون الخامس: مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تعمل على ترسيخ الروابط الروحية والعلمية مع العمق الإفريقي، والمكون السادس: الطرق الصوفية،والمكون السابع: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، باعتبارها ” المنسق العام في الجوانب التنزيلية واللوجستية، والتي بدورها شهدت هيكلة عميقة في سياق هذا الإصلاح”.
وختم الدكتور عبادي بالتأكيد على أن هذه المؤسسات تعمل مجتمعة تحت إشراف مؤسسة إمارة المؤمنين، في إطار تنسيق محكم، “بل يمكن القول إنها تشتغل بشكل متناغم وعضوي، يعكس اشتباكًا عمليًا ناجعًا مع مختلف التحديات المطروحة في هذا الباب”.