
نظم المجلس العلمي المحلي للرباط، تحت إشراف المجلس العلمي الجهوي الرباط-سلا-القنيطرة، يوم الخميس 10 يوليوز 2025 بالرباط، لقاءً علميًا حول موضوع “تسديد التبليغ: الواقع والآفاق”.
وشكل هذا اللقاء مناسبةً لإبراز الأدوار المحورية التي يضطلع بها الخطباء والوعاظ والمرشدون والمرشدات في تنزيل خطة “تسديد التبليغ”، وللتأكيد على أهمية توحيد الخطاب الديني وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال، إلى جانب تناول دور المرأة العالمة في التأطير الديني ومساهمتها في إنجاح هذه الخطة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، العربي المودن، أن تنزيل خطة “تسديد التبليغ” يعتمد على عمل ميداني منظم، حيث تتوزع فرق التبليغ على عدد من المساجد الكبرى بالرباط، مشيرًا إلى أن هذه الفرق تتألف من خطباء ووعاظ ومرشدين ومرشدات يعملون بتنسيق وتكامل، ويسهرون على تتبع سير العمل الدعوي وفق منهج مضبوط.
وبعدما سلط الضوء على مقاصد خطة “تسديد التبليغ” وأثرها الإيجابي في نفوس الناس، أبرز المودن أن هذا اللقاء العلمي يشكل فرصة لتثمين مضامين هذه الخطة، وتجديد الانخراط الجماعي في دعمها وتعزيز أثرها، مع التأكيد على أهميتها في بناء خطاب ديني هادف، يرتكز على القيم الإسلامية ويحفز على الالتزام والسلوك القويم.
من جهته، توقف عضو المجلس العلمي المحلي للرباط، عبد الكامل بولعمان، عند مفهوم “الخطبة النموذجية”، باعتبارها امتدادًا عمليًا لخطة “تسديد التبليغ” التي تروم توحيد الشأن الديني شكلًا ومضمونًا، مبرزًا أنها تشكل سدًا منيعًا في وجه الانحراف والغلو، من خلال التزامها بمنهج وسطي يراعي ثوابت المذهب ويتجنب المسائل الخلافية، ويحصن الخطاب الديني.
كما استعرض مزايا الخطبة النموذجية من حيث أبعادها الدينية والتربوية والاجتماعية، في تحقيق وحدة الفكر الديني لدى أفراد المجتمع، وكونها آلية لإصلاح النفوس وتوجيه الناس في أمور دينهم، مشيرًا إلى أن هذه الخطبة تعتمد منهجًا تربويًا يُقلّص تفاوت الفهم بين الناس، ويقرّبهم من النصوص الشرعية بلغة ميسّرة وأسلوب مؤثر.
وفي سياق متصل، شدد العربي الكتاني، في مداخلته حول “منهجية التعامل مع المواعظ المستنبطة من خطبة الجمعة”، على أن نجاح الخطبة يتوقف بدرجة كبيرة على الإعداد الجيد، موضحًا أن امتلاك الواعظ معرفة دقيقة بموضوعه، وتجنبه الحفظ الحرفي، من العوامل الحاسمة في ضمان التفاعلية في الخطاب وتحقيق أثره في نفوس المستمعين.
كما أبرز أهمية مخاطبة الواعظ للناس مع مراعاة تنوع خلفياتهم العلمية والاجتماعية، من خلال اختيار الأسلوب والعبارات القادرة على إحداث تفاعل حقيقي، موضحًا أن الموعظة ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لإحداث أثر ملموس في سلوك الأفراد وتعزيز القيم المجتمعية. وعلى هذا الأساس، فإن قياس هذا الأثر، سواء من خلال التغير في المواقف أو السلوكيات، يعد ضرورة ملحة لتقييم فاعلية الخطبة ومدى تحقيقها لأهداف “تسديد التبليغ”.
بدورها، أبرزت حنان بنشقرون الدور الجوهري الذي تضطلع به المرأة العالمة في دعم خطة “تسديد التبليغ”، مشيرة إلى إسهامها البارز في ترسيخ قيم الدين وثوابت الهوية الوطنية، ونشر مبادئ الإسلام عبر وسائل الإعلام وبرامج التكوين والتأطير الديني الموجهة إلى الأسرة والمجتمع.
وأوضحت أن مهام المرأة العالمة تتجاوز التأطير في الجوانب التعليمية والدينية، لتشمل انخراطها الفاعل في الحلقات العلمية والمنصات الإعلامية الهادفة إلى تجديد الخطاب الديني وتعميق القيم الإيمانية، إلى جانب دورها التربوي والتوعوي، ومساهمتها في إعداد برامج تكوينية تسعى إلى مواجهة التحديات الاجتماعية وبناء مجتمع متماسك.
المصدر: و م ع



