
ألقى المؤرخ الفرنسي دانييل ريفي، يوم الاثنين 28 أبريل 2025 بالرباط، محاضرة مفصلة حول الديناميات التاريخية المغربية، من تمحلات النشأة إلى الزمن المعاصر، أمام ثلة من الأكاديميين والمثقفين والطلبة.
وقدم المتخصص في مرحلة مغرب عهد الحماية، خلال ندوة حول موضوع “عودا على تاريخ المغرب”، نظمت بمبادرة من المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، التابع لأكاديمية المملكة المغربية، تحليلا للتاريخ المؤسساتي والسياسي والاجتماعي للمملكة، مستندا إلى فحوى عمله “تاريخ المغرب”، الذي نشرته دار فايارد (2010).
ومن خلال وضع الماضي في خدمة فهم الحاضر، يقترح ريفي، انطلاقا من عمله الأكاديمي، قراءة متجددة لتاريخ المغرب، الاجتماعي والسياسي، معتبرا أن هذا المجال ” كان في ما مضى عرضة لهيمنة القراءات المركزية أو ذات الطابع إيديولوجي”.
وفي كلمته الافتتاحية لهذه الندوة، أكد مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، رحال بوبريك، أن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى تطوير المعرفة بتاريخ المغرب من خلال استضافة مؤرخ مشهور لتقديم رؤيته الدقيقة حول المسار الممتد منذ الدولة الإدريسية إلى الوقت الراهن.
وبعد أن استعرض المسار العلمي للريفي، الذي بدأه بجامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1967، وأطروحته حول الجنرال ليوطي وإرساء نظام الحماية الفرنسية بالمغرب، أشار السيد بوبريك إلى أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للوقوف عند العناصر الأساسية التي غذت عمل كتابة المؤرخ، مع إيلاء اهتمام خاص للمصادر التي اعتمدها، سواء كانت داخلية أو خارجية.
وقد استهل المؤرخ الفرنسي مداخلته بالحديث عن الدوافع التي جعلته يتناول تاريخ المغرب في مؤلفه، مقدما عرضا شيقا لم يغفل خلاله مشاركة الحضور ما راوده من هواجس ومخاوف في بداية تجربته في تأليف هذا الكتاب، باعتبار أن المهمة لم تكن سهلة في ظل غياب أدوات العمل وإتقان اللغة العربية واللهجة المغربية.
وأوضح أن فكرة تأليف الكتاب تبلورت بطريقة غير مباشرة خلال مشاركته، في بداية الألفية الثالثة، في حدث ثقافي نظم بأحد الرياضات في المدينة العتيقة لفاس، المدينة الإمبراطورية التي تستهويه.
وأضاف أنه، بمجرد انخراطه بحماس في هذه المغامرة العلمية، كان ينبغي في البداية الرجوع إلى عدد من الأعمال التي أنجزها مؤرخون وعلماء اجتماع مغاربة، مثل عبد الله العروي وعبد الكبير الخطيبي.
وأبرز أن الطريق لم يكن مفروشا بالورود، على الرغم من أن المبدأ الذي استرشد به كتاب “تاريخ المغرب” كان يتمثل في السعي إلى تعريف القارئ الفرنسي بإسهامات المؤرخين المغاربة.
يذكر أن دانييل ريفي عضو بأكاديمية المملكة المغربية وأستاذ فخري بجامعة باريس 1 بانتيون السوربون، كما سبق له أن درس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط بين سنتي 1967 و1970، ثم بجامعة لوميير ليون 2.
المصدر: و م ع