المغرب يستعد لاحتضان المؤتمر العالمي السادس للقضاء على تشغيل الأطفال في 2026

أعلنت المملكة المغربية، أمس الأربعاء بجنيف، عن استعدادها لاستضافة المؤتمر العالمي السادس للقضاء على تشغيل الأطفال سنة 2026، وهو حدث دولي يعكس التزام المغرب الثابت بحماية وتعزيز حقوق الإنسان، ويؤكد دوره الريادي في محاربة هذه الظاهرة على المستويين الإقليمي والدولي.
ترحيب دولي ودعم واسع للمغرب
حظي اختيار المغرب لاستضافة المؤتمر بترحيب واسع من قبل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، المجموعة العربية، المجموعة الإفريقية، والبرازيل، حيث أشاد ممثلو هذه الدول بالتزام المملكة بحماية حقوق الأطفال وتعزيز العدالة الاجتماعية عبر تبني سياسات وطنية طموحة، على رأسها خارطة الطريق الوطنية للقضاء على تشغيل الأطفال بحلول 2030.
دور المغرب في التحالف الدولي ضد تشغيل الأطفال
أكدت وفاء العسري، الكاتبة العامة لوزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات، في كلمة ألقتها أمام مجلس إدارة منظمة العمل الدولية، أن المؤتمر سيكون منصة عالمية لتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز الجهود للقضاء على تشغيل الأطفال، مع إسماع صوت إفريقيا والعالم العربي في هذا المجال.
وأوضحت أن المغرب، باعتباره من الدول الرائدة في “التحالف 8.7″، يرى في هذا المؤتمر فرصة لتقييم التقدم المحرز عالميًا، ولتحديد الإجراءات اللازمة لتسريع تحقيق الهدف 8.7 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يسعى إلى القضاء على العمل القسري واستغلال الأطفال.
خارطة طريق مغربية لمكافحة تشغيل الأطفال
استعرضت العسري الجهود الوطنية المبذولة في هذا المجال، مشيرة إلى أن المغرب اعتمد خارطة طريق وطنية للقضاء على تشغيل الأطفال بحلول 2030، تقوم على ثلاثة محاور رئيسية:
– تسريع الوقاية من تشغيل الأطفال عبر مكافحة الفقر والهدر المدرسي.
– توفير تكوين مهني للأطفال لمنحهم فرصًا بديلة.
– تكثيف التحسيس ونشر المعلومات حول مخاطر تشغيل الأطفال.
كما أوضحت أن الاستراتيجية القطاعية لمكافحة تشغيل الأطفال تعتمد على محورين أساسيين:
– تعزيز الرقابة الصارمة على تطبيق القوانين المنظمة لعمل الأطفال.
– تقديم الدعم المالي للمشاريع المجتمعية التي تنفذها الجمعيات العاملة في هذا المجال، في إطار شراكات رسمية.
تنسيق وثيق لضمان نجاح المؤتمر
في إطار التحضيرات لهذا الحدث العالمي، أكدت العسري أن المغرب يتعاون بشكل مكثف مع منظمة العمل الدولية لضمان سير التحضيرات بسلاسة من الناحية الموضوعية، اللوجستية، والمالية، بهدف تنظيم مؤتمر يحقق الأهداف المرجوة على المستوى الدولي.
رسالة المغرب للعالم.. التزام لا رجعة فيه
يأتي هذا الحدث ليؤكد الخيارات الاستراتيجية التي لا رجعة فيها للمملكة في مجال حماية الأطفال وتعزيز حقوق الإنسان، وهو ما تجسده السياسات المغربية التي تسعى إلى القضاء على تشغيل الأطفال، وتوفير بيئة آمنة تمكنهم من النمو في ظروف كريمة وتعليم مستدام.