
أكد الدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق،، أن الخطبة المنبرية ليست عملاً عادياً أو نشاطاً ثانوياً، بل هي “فعل شرعي أصيل ارتبط برسول الله صلى الله عليه وسلم منذ دخوله المدينة”، حيث حرص على وجود مسجد ومنبر ولو بأبسط الوسائل، مستشهداً بكون أول منبر في الإسلام كان من صنع امرأة مسلمة أدركت قيمة هذا المقام.
وأضاف بنحمزة، في كلمته خلال اللقاء المنظم لتكريم الخطباء بجهة الشرق يوم الثلاثاء 23 شتنبر 2025، أن السؤال الجوهري الذي ينبغي أن يطرحه الجميع هو: “ما معنى عقد مثل هذه اللقاءات وما قيمتها المضافة؟”، مبرزاً أن الجواب يكمن في كونها تعبيراً عن “الاعتراف بفضل الخطباء ومكانتهم”، والوقوف عند دورهم في حفظ توازن المجتمع وصيانة قيمه.
وأوضح أن المغرب يعيش اليوم سياقاً خاصاً يستوجب الوعي بـ”الثروة اللامادية” التي تحدث عنها جلالة الملك محمد السادس في إحدى خطبه، وهي ثروة لا تدركها كل الأعين، بل تحتاج إلى بصيرة نافذة، مشدداً على أن الخطبة المنبرية إحدى أبرز صور هذه الثروة، بما تحمله من معانٍ سامية ومضامين إصلاحية.
وتابع أن المجتمع اعتاد تكريم شخصيات من مختلف الفئات والميادين، لكن قلّما يلتفت إلى الخطباء، رغم أنهم يقومون بمهام جليلة، إذ يُسهمون بخطبهم في منع الكثير من الآفات التي كان يمكن أن تهدد المجتمع لولا حضور خطابهم الشرعي التوجيهي.
وختم بنحمزة بالتأكيد على أن “الخطبة فعل مستمر، يتجاوز الجهة أو المؤسسة، ليبقى مرتبطاً بالرسالة النبوية” التي تهدف إلى تهذيب النفوس وإصلاح المجتمع.