علوم الأعصاب والتربية محور ندوة دولية بأكاديمية المملكة

انطلقت يوم الأربعاء 28 ماي 2025 بالرباط، أشغال ندوة دولية حول علوم الأعصاب والتربية، بمشاركة مجموعة من الخبراء في علوم الأعصاب والتربية والبيداغوجيا من مختلف أنحاء العالم.
ويتضمن هذا الحدث الذي تنظمه أكاديمية المملكة المغربية والأكاديمية الدولية للفرنكوفونية العلمية، على مدى يومين، تحت شعار “علوم الأعصاب والتربية: فهم اضطرابات التعلم من أجل تحسين المنظومة التربوية”، عدة جلسات موضوعاتية تهدف إلى تحديد اضطرابات التعلم واقتراح حلول ملموسة للتغلب عليها.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، بالتعاون القائم بين المسؤولين بمعهد الدراسات والأبحاث حول اضطرابات التعلم التابع لأكاديمية المملكة، ونظرائهم بالأكاديمية الدولية للفرنكوفونية العلمية التابعة للوكالة الجامعية للفرنكوفونية.
وأضاف الحجمري أن “هناك تعاونا مثمرا وواعدا يوفر مساحة للتفكير والوساطة لصناع القرار والأساتذة والمهتمين بتحسين المنظومة التربوية بشكل عاجل”.
وأبرز أن أكاديمية المملكة تطمح من خلال إحداث معهد الدراسات والأبحاث حول اضطرابات التعلم إلى خلق فضاء دائم للربط بين العلم والتربية على المدى البعيد، والمساهمة في مواكبة العمل البحثي في الوسط المدرسي، ويتعلق الأمر بدراسة ظاهرة اضطرابات التعلم والدراسات ذات الصلة ببيئات التعلم.
وأشار الحجمري إلى أن هذه الندوة “تعد خطوة قيمة وحاسمة في تفكيرنا المشترك بشأن هذه الهيئة للربط بين العلم والتربية، وبين العلم والسياسة التربوية”.
من جانبه، أكد عميد الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، سليم خلبوس، أن التطور الحقيقي للمعرفة يمر عبر ضمان إمكانية الولوج والإدماج، من خلال الحرص على أن تكون المعرفة واضحة ومشتركة وتتلاءم مع تنوع أشكال الذكاء، بما في ذلك تلك التي لا تأخذها المناهج البيداغوجية التقليدية بعين الاعتبار بشكل كاف في كثير من الأحيان.
وسلط خلبوس الضوء على البعد متعدد التخصصات للتربية، مؤكدا أن تعدد الرؤى المتقاطعة بين أخصائيي الأعصاب وعلماء النفس والأخصائيين التربويين واللغويين وخبراء المعلوميات، يمكن من فهم أفضل لتشعب عملية التعلم.
وأضاف أن التعاون بين الخبراء من تخصصات متنوعة يعد ضرورة ملحة لتطوير التفكير وتحفيز الابتكار في مجال التربية.
وأبرز عميد الوكالة الجامعية للفرنكوفونية البيئات المعقدة للتعلم، على غرار المجتمع متعدد اللغات، مستعرضا في ذات الصدد عددا من التجارب الدولية ، على الخصوص، بالسنغال وكيبيك وفرنسا وفنلندا.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت عضو أكاديمية المملكة، نجية حجاج حسوني، على أهمية التشخيص المبكر لتفادي الفشل الدراسي والحفاظ على تقدير الذات لدى الأطفال المعنيين.
كما شددت حسوني على ضرورة التوعية على عدة مستويات، لا سيما في أوساط الأسر وكذا العاملين في مجالي الصحة والتربية. وأضافت، المسؤولة أيضا عن معهد الدراسات والأبحاث حول اضطرابات التعلم، أن “أخصائيي تقويم النطق والأخصائيين النفسيين والمدرسين، مدعوون جميعا إلى الاضطلاع بدور رئيسي في التعرف على هؤلاء الأطفال والتكفل بهم ومواكبتهم”.
ويتضمن برنامج هذه الندوة، التي تندرج في إطار الأنشطة العلمية لمعهد الدراسات والأبحاث حول اضطرابات التعلم، جلسات موضوعاتية تسلط الضوء، على الخصوص، على اضطرابات التعلم النمائية العصبية (مثل عسر القراءة)، والاحتياجات الخاصة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم وتمدرسهم، وطرق تدريس الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التعلم النمائية العصبية، فضلا عن الدور المحوري للمدرسين والجمعيات في هذا المجال.
المصدر: و م ع