فرحاوي: فهم قضية الصحراء يمر عبر استيعاب التاريخ البحري والصحراوي للمغرب
أكد الدكتور فؤاد فرحاوي، الأستاذ الجامعي وعضو المجلس العلمي بوجدة، خلال محاضرة ألقاها بمدينة جرادة يوم الخميس 13 نونبر 2025، أن الحديث عن قضية الصحراء المغربية ليس حديثًا مناسباتيًا مرتبطًا فقط بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، بل هو موضوع راسخ الجذور في التاريخ الحضاري والسياسي للمغرب.
واستهل فرحاوي كلمته بالتعبير عن اعتزازه بإلقاء المحاضرة في ثانوية الفتح التأهيلية بجرادة، مستحضراً الدلالات الرمزية لاسم المؤسسة في هذا الظرف الوطني، حيث ارتبطت سورة الفتح بخطاب الملك بمناسبة ذكرى المسيرة.
وأوضح المحاضر أن من لا يستوعب التاريخ العميق للجهة الشرقية لن يفهم حقيقة ما جرى ويجري بالصحراء المغربية، مشدداً على أن ما وقع على السواحل الأطلسية في الغرب مرتبط بما حدث في الشمال والشرق وعمق الصحراء.
وأضاف أن قضية الصحراء ليست مجرد ملف حدودي، بل هي قضية حضارية وسياسية ترتبط بتطور الدولة المغربية. وأبرز في هذا السياق أهمية تقديم المغرب لوثائق البيعة أمام محكمة العدل الدولية، باعتبارها حجة تاريخية تُظهر طبيعة النظام السياسي المغربي المبني على هذا الرابط الشرعي المتجذر في الفلسفة السياسية الإسلامية.
البحر والصحراء… علاقة استراتيجية حاسمة
وشدد فرحاوي على أن فهم قضية الصحراء يستلزم إدراك العلاقة بين العمق الصحراوي والمجال البحري للمغرب، سواء في الأطلسي أو المتوسط. فكل تحول في الواجهات البحرية كان ينعكس على طرق التجارة الصحراوية، والعكس صحيح، مما جعل المغرب عبر تاريخه في مواجهة مستمرة للأطماع البحرية التي تمتد نحو الصحراء.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء نظمه المجلس العلمي المحلي بجرادة، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وثانوية الفتح التأهيلية.
