متابعات وأخبارslider

لقاء بين شيخ الطريقة القادرية الرازقية والمفوض الألماني يعكس التزام المغرب بقيم التسامح والسلام

في سياق الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ ثقافة السلام والحوار بين الأديان، شهدت الساحة الروحية لقاءً وديًا ومثمرًا جمع بين شيخ الطريقة القادرية الرازقية المباركة، الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، والدكتور فليكس كلاين، المفوض الفيدرالي الألماني لتعزيز التسامح ومحاربة معاداة السامية والكراهية.

اللقاء، الذي انعقد في أجواء من الاحترام المتبادل، شكّل مناسبة لاستحضار العمق الروحي للمملكة المغربية، والدور الريادي الذي تضطلع به في خدمة السلم العالمي وتعزيز الحوار بين الأديان، تحت قيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله. وقد أكد الطرفان، خلال هذا اللقاء، على أهمية التعاون بين القيادات الروحية في العالم لمواجهة النزعات المتطرفة، وتحصين المجتمعات بالقيم الكونية المشتركة.

المغرب… أرض اللقاء والتعايش

الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، شيخ الزاوية القادرية الرازقية المباركة، أشاد خلال اللقاء بالمكانة الروحية المتفردة للمملكة المغربية، وبما تحتضنه من تنوّع ثقافي وديني يعكس عمقها الحضاري وخصوصيتها التاريخية. كما استحضر اللقاء التاريخي الذي جمع بين جلالة الملك محمد السادس وقداسة بابا الفاتيكان سنة 2019، كرمز عالمي لاتحاد الرسالات السماوية على أرض المغرب من أجل التآخي والسلام.

واعتبر سماحة الشيخ أن الصحراء المغربية ليست فقط رمزا للوحدة الوطنية، بل أيضًا فضاء للانتماء الروحي، يعبّر عن علاقة المغاربة العميقة بالأرض والهوية والمرجعية الدينية الوسطية.

الطريق الصوفي من المغرب إلى العالم

اللقاء لم يكن فقط مناسبة دبلوماسية رمزية، بل تعبير عملي عن انفتاح الطرق الصوفية المغربية على المحيط الدولي، وسعيها الحثيث إلى مد جسور التواصل مع المؤسسات العالمية المعنية بالسلم والتسامح. الشيخ مولاي رزقي كمال، المنحدر من مدينة وجدة (2004)، سبط الشيخ المختار، مؤسس الزاوية القادرية البوتشيشية، يقود اليوم الزاوية القادرية الرازقية انطلاقًا من مقرها في بوسكورة بالدار البيضاء، حيث يتابع مريدوها في المغرب والخارج على السواء توجيهاته الروحية.

وقد أُتيحت له فرصة التلقّي والتزكية على يد الولي الصالح عبيد الله القادري، دفين عمودة بسوريا، ما يمنح طريقته بُعدًا مشرقيا ومغربيا في آن.

حوار روحي… لبناء عالم متوازن

الدكتور فليكس كلاين، من جهته، عبّر عن اهتمامه الكبير بالنموذج المغربي في إدارة التنوع، وبتجربة الزوايا الصوفية كقوى ناعمة تسهم في تخليق الخطاب الديني ونشر ثقافة المحبة. اللقاء يندرج ضمن دينامية أكبر تشهدها الساحة الدولية لتفعيل الحوار الروحي كأداة بديلة وفعالة لمواجهة الأزمات الفكرية والروحية، خاصة في ظل تزايد خطاب الكراهية واستغلال الدين لأغراض سياسية.

نحو مزيد من الانفتاح والتعاون

يشكّل هذا اللقاء خطوة إضافية نحو تكريس الصوفية جسرا للتواصل بين الشعوب والحضارات، ويعكس في الآن ذاته مكانة المغرب المتنامية كفاعل محوري في تعزيز التوازن الروحي بالعالم. كما يؤكد مجددًا أن الطرق الصوفية المغربية، وفي مقدمتها الطريقة القادرية الرازقية، ما زالت فاعلة في مدّ جذور السلام، ليس فقط داخل المغرب، بل أيضًا على امتداد العالم.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى