
انطلقت يوم الجمعة بالرباط نهائيات الدورة الثانية لمسابقة الحديث النبوي الشريف التي تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، عن بعد انطلاقا من العاصمة المغربية خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 9 نونبر 2025، بمشاركة متسابقين من مختلف فروع المؤسسة في القارة الإفريقية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام للمؤسسة، محمد رفقي، أن هذه المسابقة القارية الرائدة التي يرعاها أمير المؤمنين الملك محمد السادس ، تروم تعزيز تعلق الناشئة والشباب الإفريقي بعلوم السنة النبوية ومبادئها وأخلاقها، وبناء الإنسان الإفريقي المعتدل القادر على التعايش الإيجابي مع الآخر في عالم اليوم.
وأضاف أن دور العلماء الأفارقة في تأطير هذه المسابقة يندرج في سياق ترسيخ سيرة النبي ﷺ الغنية بالدروس والعبر، ودعوة إلى تجديد الإيمان وتعزيز قيم الرحمة والعدل والوحدة، وتحويل القيم الإسلامية إلى واقع يسهم في مواجهة التحديات المعاصرة.
من جهته، أشاد الشيخ عمر معلم عبد العظيم شيخ محمود، شيخ المحدثين بجمهورية الصومال الفيدرالية وعضو لجنة التحكيم، بهذه المبادرة التي تعكس الرؤية الملكية الحكيمة الهادفة إلى جعل العناية بالسنة النبوية دعامة لترسيخ الروابط الروحية بين الشعوب الإفريقية، وتحصينها من نزعات الغلو والتطرف عبر ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال.
وأشار إلى أن هذه الدورة تتزامن مع مرور خمسة عشر قرناً على ميلاد النبي محمد ﷺ، مثمناً مبادرة أمير المؤمنين بتخصيص هذه السنة للاحتفاء بالسيرة النبوية والشمائل المحمدية في المغرب وباقي البلدان الإفريقية. كما نوه بإحداث مسابقتين خاصتين بالأصلين وجائزتين للكليات الشرعية والثوابت الدينية المشتركة، تجسيداً للعناية المستمرة التي توليها المؤسسة للحديث النبوي الشريف باعتباره المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
وتتوزع المسابقة على ثلاثة أصناف:
- الحفظ: أربعون حديثاً سنداً ومتناً دون السؤال عن رواتها أو ألفاظها،
- الفهم: خمسة وثلاثون حديثاً مع ذكر رواة الحديث وشرح دلالاته،
- الفقه: خمسة وعشرون حديثاً من أحاديث الأحكام مع بيان ما تتضمنه من فروع فقهية.
يُذكر أن الإقصائيات التأهيلية نظمت على مستوى فروع المؤسسة في 48 بلداً إفريقياً خلال شهري غشت وشتنبر 2025، بمشاركة المئات من طلبة العلم، وأسفرت عن تأهل 124 متسابقاً ومتسابقة، من بينهم 36 من الإناث.
وتشرف على تحكيم النهائيات لجنة علمية مركزية تضم علماء ومختصين من ست دول إفريقية هي: موريتانيا، السنغال، تشاد، الصومال، جنوب السودان، وكوت ديفوار، إلى جانب نخبة من العلماء المغاربة المتخصصين في علوم الحديث الشريف.



