من هو السلطان مؤلف كتاب في الأحاديث النبوية دعا الملك محمد السادس إلى الاهتمام به ؟

وجه جلالة الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين، رسالة إلى المجلس العلمي الأعلى، دعا فيها إلى إحياء الذكرى المشرقة لمرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
ودعت الرسالة التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق خلال اجتماع عقد يوم الاثنين 15 شتنبر 2025 بمقر المجلس العلمي الأعلى بالرباط، إلى إحياء الاهتمام بكتاب “الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية” باعتباره من النفائس التي تعكس عمق التراث النبوي.
صاحب هذا الكتاب هو السلطان سيدي محمد بن عبد الله بعلم الحديث الذي تناقلت المصادر أخبارا عن اهتمامه بالحديث النبوي الشريف ومن ذلك تدارسه والتأليف فيه وتكليف العلماء للاشتغال به مثلما كلف التهامي بن عمرو لشرح الأربعين النووية.
ولد سيدي محمد بن عبد الله عام 1134 هجرية بمكناسة الزيتون وتلقى العلم تحت رعاية والده وعناية جدته العالمة الفقيهة خناثة بنت الشيخ بكار المغفري التي رافقها وهو بعد صغير دون بلوغ لأداء مناسك الحج.
وعندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره، بعثه والده ليكون خليفته بمراكش.
وأخذ الطريقة الناصرية عن شيخه أبي العباس الشرادي أوائل نزوله بمراكش، وتتلمذ أيضا على الفقيه عبد الله المنجرة، والمحدث أبو العلاء إدريس بن عبد الله العراقي الحسني وغيرهما.
وطد الملك العلوي بمراكش فحسب الناصري صاحب الاستقصا “هو الذي جدد هذه الدولة الإسماعيلية بعد تلاشيها، وأحياها بعد خمود جمرتها وتمزيق حواشيها، بحسن سيرته ويمن نقيبته، رحمه الله تعالى ورضي عنه”.
وخلال إقامته بهذه المدينة، أحيا العلوم، وخاصة علم الأنساب، و عقد بها مجالس في الحديث النبوي الشريف، والتي كانت أساسا للمجالس الحديثية عند ملوك الدولة الشريفة بعده، ولما ولي الخلافة أصبح مولعا بسرد كتب الحديث، وجلب غريبها من الآفاق إلى أن تملى منها ودعته نفسه للتأليف فيها.
ولم يقبل سيدي محمد بن عبد الله دعوة أهل مكناسة وزرهون عندما بعثوا إليه يستقدمونه إليهم ليبايعوه وأبى أن ينازع والده الملك، إلى أن توفي والده فتمت له البيعة عام 1121هـجرية.
وربط السلطان سيدي محمد بن عبد الله علاقات طيبة مع الدولة العثمانية، خاصة مع السلطان مصطفى الثالث بن السلطان أحمد الرابع، ومع السلطان عبد الحميد الأول، بحيث كان يبعث بالهدايا والأموال الطائلة إلى هذه الدولة، ويعينها عندما تكون في عسر من أمرها.