ندوات ومحاضراتslider

ندوة دولية بالرباط تتناول الأبعاد التاريخية والجيوسياسية والتنموية للمسيرة الخضراء

تناولت ندوة دولية نُظمت يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025 بالعاصمة الرباط، الأبعاد التاريخية والجيوسياسية والتنموية للمسيرة الخضراء، بمشاركة نخبة من الباحثين والدبلوماسيين الذين أبرزوا دلالات هذه الملحمة الوطنية الخالدة التي أغنت السردية المغربية وعززت التموقع الجيوسياسي للمملكة.

ونُظمت هذه الندوة من طرف أكاديمية المملكة المغربية والمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، بشراكة مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تحت عنوان: «الصحراء المغربية: التاريخ والتحديات الجيوسياسية».

وشكلت الندوة محطة علمية بارزة لاستعراض المسار التاريخي والسياسي الذي خاضه المغرب في سبيل استكمال وحدته الترابية، وهو مسار تُوّج بصدور القرار الأممي رقم 2797، الذي أقرّ مخطط الحكم الذاتي كحلّ وحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، عبد الجليل الحجمري، أن المسيرة الخضراء تمثل محطة وطنية ذات دلالات عميقة وجوهراً للذاكرة الجماعية للمغاربة، إذ رسخت قيم الوحدة والعدالة والسيادة والكرامة، وأرست أسس التلاحم الوطني الذي ظل على مر العقود عماد قوة الأمة المغربية واستمراريتها.

وأضاف الحجمري أن تزامن انعقاد الندوة مع القرار الأممي الأخير يعكس وجاهة الموقف المغربي وواقعيته، معتبراً أن هذا القرار يمثل ترجمة حديثة لرسالة المسيرة الخضراء القائمة على التعقل والثبات على الحق، مؤكداً أن المسار الذي أفضى إلى ترسيخ مبادرة الحكم الذاتي يجسد حكمة القيادة الملكية ورؤيتها القائمة على “السيادة المنفتحة”.

كما أبرز أن الندوة تشكل فضاءً لتحليل التحديات الجيوسياسية الراهنة واستشراف انعكاساتها على مستقبل المنطقة المغاربية والإفريقية، في ظل الدور المتصاعد للمغرب كفاعل محوري في تعزيز الأمن الطاقي وربط الأسواق الإفريقية بالمحيط الأطلسي.

من جانبه، أوضح رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الحسين أزدوك، أن المسيرة الخضراء ليست مجرد صفحة من تاريخ المغرب المعاصر، بل فعل يجسد إيماناً راسخاً بوحدة الوطن وتجسيداً للتلاحم القوي بين العرش والشعب.

وأكد أزدوك أن القرار الأخير لمجلس الأمن يُعد اعترافاً صريحاً بشرعية الموقف المغربي، ويكرّس الرؤية الملكية للحكم الذاتي باعتبارها الإطار الواقعي والعملي الوحيد القادر على ضمان الاستقرار والتنمية بالمنطقة.

كما شدد على الدور الحيوي للجامعة المغربية في صون الذاكرة الوطنية وتغذية التفكير العلمي حول القضايا الترابية والتاريخية والثقافية المرتبطة بالوحدة الترابية للمملكة، معتبراً أن البحث العلمي يمثل ركيزة أساسية للدفاع عن القضية الوطنية عبر المعرفة والحجة التاريخية والتحليل الثقافي.

ويتضمن برنامج الندوة، الممتدة على مدى يومين، جلسات علمية تتناول الأبعاد التاريخية والجيوسياسية للصحراء المغربية، إلى جانب مناقشة المسيرة الخضراء في ضوء الأنثروبولوجيا والتاريخ الاجتماعي والإسطوغرافيا، بمشاركة باحثين ومفكرين مغاربة وأجانب.

المصدر: و م ع

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى