إفطار جماعي في بارلا.. لقاء يجسد التعايش وقيم المشاطرة بين الثقافات

في أجواء دافئة ومفعمة بالروحانية، التأم نحو 3000 شخص من مختلف الطوائف الدينية والعرقية والثقافية، يوم السبت في مدينة بارلا بضواحي مدريد، في إفطار جماعي يعكس قيم التآخي والتعايش المشترك، ويؤكد على أهمية المشاطرة والتكافل خلال شهر رمضان المبارك.
إفطار يعزز قيم التسامح والانفتاح
هذا الإفطار الجماعي، الذي نظمته بلدية بارلا بالتعاون مع الجمعيات المغربية المحلية، لم يكن مجرد مناسبة لتناول الطعام، بل كان حدثًا يجمع بين الثقافات ويعزز التواصل الإنساني. وقد شهد حضورًا مكثفًا من أفراد الجالية المغربية المقيمة في مدريد، الذين أسهموا في إبراز صورة المغرب كبلد للتعددية الثقافية والتعايش السلمي.
بلدية بارلا: المشاركة والقبول هما أساس التعايش
في كلمته بهذه المناسبة، أكد رئيس بلدية بارلا، رامون خورادو رودريغيز، أن الهدف من هذه المبادرة هو تعزيز الروابط الإنسانية بين مختلف الطوائف الدينية، مسلطًا الضوء على الدور الهام للجالية المغربية في إثراء التنوع الثقافي بالمدينة. كما أشار إلى أن هذا الإفطار، الذي تزامن مع اليوم العالمي لمناهضة الإسلاموفوبيا (15 مارس)، يؤكد أن أفضل ثقافة هي ثقافة المشاركة والتفاهم وقبول الاختلاف.
موقف المغرب: تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات
من جانبه، شدد القنصل العام للمغرب في مدريد، كمال العريفي، على أن هذا اللقاء يمثل تجسيدًا جميلاً لقيم المشاطرة والتآخي التي تميز شهر رمضان، كما يعكس التقاليد العريقة للتعايش الديني التي لطالما كانت سمة مميزة للمغرب عبر تاريخه. وأكد أن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل التزامه بتعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان والثقافات، مشيرًا إلى أن هذه المبادرات تعزز من صورة المغرب كبلد منفتح ومساهم في إشاعة السلم والتفاهم العالمي.
الجالية المغربية.. دينامية وانخراط في تنمية المجتمع
بدورها، أوضحت آية بن حمامة، المستشارة ببلدية بارلا، أن هذه المبادرة تعكس حيوية ودينامية الجالية المغربية، التي لا تدخر جهدًا في العمل من أجل تنمية المجتمعات المضيفة، مع المحافظة على روابطها ببلدها الأصل.
تقليد سنوي يعزز التقارب الثقافي
أصبح هذا الإفطار تقليدًا سنويًا يعكس روح التآخي والانفتاح، حيث يوفر فضاءً للحوار والتبادل الثقافي، ويدعم القيم النبيلة للتقارب والتفاهم وفق تعاليم ومبادئ الإسلام الحنيف. إنه أكثر من مجرد حدث رمضاني، بل رسالة محبة وسلام تعكس التنوع الثقافي والتسامح بين الشعوب.