دراساتslider

“الأندلس: الشرق في الغرب”.. قراءة جديدة في التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا

شهدت العاصمة الرباط، أمس الخميس، لقاءً ثقافيًا لتقديم كتاب “الأندلس: الشرق في الغرب” للكاتب الإسباني إيميليو غونزاليس فيرين، وذلك بمبادرة من سفارة إسبانيا في المغرب، بالتعاون مع معهد ثيربانتيس بالرباط. ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى التعريف بالتراث المشترك الإسباني-المغربي من زوايا مختلفة.

 يبرز الكتاب التأثير العميق للحضارة العربية الإسلامية على إسبانيا وأوروبا، من خلال استعراض دور الأندلس كمركز للتلاقح الثقافي والفكري. وأكد مؤلفه إيميليو غونزاليس فيرين أن الهدف من هذا العمل هو تسليط الضوء على تاريخ الأندلس باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ إسبانيا، مع التركيز على الإسهامات العربية في مجالات العلم، اللغة، والفكر.

في هذا السياق، أكد سفير إسبانيا بالمغرب، إنريكي أوخيدا فيلا، أن الكتاب يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وإسبانيا، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية أثرت بشكل كبير في تطور الفكر الأوروبي. كما شدد على أن اللغة العربية لم تكن مجرد وسيلة تواصل، بل لغة للعلم والمعرفة أثرت في الفكر الغربي.

من جانبه، أوضح مدير معهد ثيربانتيس بالرباط، أناستاسيو سانشيز زامورانو، أن الكتاب يقدم منظورًا جديدًا عن التأثير العربي في الثقافة الأوروبية، مؤكدًا أن الأندلس شكلت جسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب، مما جعلها نموذجًا فريدًا في تاريخ التعايش الحضاري.

يُعد إيميليو غونزاليس فيرين واحدًا من الباحثين البارزين في مجال التعاون الثقافي بين العالم العربي وأوروبا، حيث ألف العديد من المقالات والدراسات، من بينها “الحوار الأوروبي-العربي” (1997)، “خلاصات شرقية” (1999)، و”الحداثة الإسلامية” (2000). كما حصل كتابه “الكلمة المشتقة” على جائزة خوبيانوس الدولية عام 2002، وهو ما يعكس تأثيره في الأوساط الأكاديمية المهتمة بالتاريخ المشترك بين الشرق والغرب.

يعكس تقديم كتاب “الأندلس: الشرق في الغرب” بالرباط حرص المؤسسات الثقافية الإسبانية والمغربية على إعادة قراءة التاريخ المشترك بين البلدين، وتسليط الضوء على الدور الذي لعبته الأندلس في نقل المعرفة بين الحضارات. كما يؤكد هذا اللقاء أهمية تعزيز الحوار الثقافي بين المغرب وإسبانيا، لتعميق التفاهم المشترك حول الإرث التاريخي الذي يجمعهما.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى