من تاريخناsliderدراسات

مصطفى بن عثمان

صدر مؤخرا كتاب تحت عنوان “مصطفى بن عثمان المقاوم المغمور’ من تأليف الأستاذ عبد السلام لفتوح. وهو ابن أخت المقاوم المذكور. وهذه مبادرة قيمة يحمد عليها الأستاذ لفتوح لأنه كشف عن شخصية فذة في تاريخ المقاومة وجيش التحرير. وبالفعل كان أهلا لهذا العمل. فهو من أقرب الناس إليه وعاشره طويلا. كما أنه ذو ثقافة عالية وصاحب قلم جميل.
مصطفى صنهاجي والمعروف باسمه الحركي بن عثمان، استقطبه رئيس جيش التحرير الدكتور عبدالكريم الخطيب. وذلك بعد أن تناهت إلى علمه خبرة الرجل العسكرية وثقافته الواسعة.
و بمجرد التحاقه بالجيش أسند إليه مسؤولية قيادة جبهة مرنيسة. فأبلى البلاء الحسن وأدخل خططا عسكرية جديدة وتنظيمات حديثة.
ولو أن معركة التحرير استمرت طويلا لأثبت خبرته التي تمرس عليها من مشاركته في الحرب الأهلية باسبانيا. وكان على وشك إطلاق إذاعة جيش التحرير المغربي.
وبعد الاستقلال انخرط في أسلاك إدارة الأمن الوطني واشتغل فيها بنفس الروح الوطنية.
وكانت صداقته بالدكتور الخطيب مضرب المثل ونموذجا يحتذى في الإخلاص والوفاء. وكان شبه مقيم بمنزل الخطيب لمدة تقارب خمسين سنة. وسمى أبناءه الستة بأسماء أسرة صديقه ورفيقه في الكفاح. هذا رغم أن آراءهما السياسية والفكرية كانت مختلفة ومتباينة ولكن لم تفسد لودهما قضية. فسي مصطفى كان استقلالي الهوى، و الخطيب كان عكسه تماما.
كان لا يقبل الطعن في رموز الحزب وخاصة علال الفاسي واليوسفي. وكانت له محبة خاصة لمحمد بن سعيد وتقدير كبير. وكان يحكي عنه أنه كان متدينا على الطريقة المغربية يداوم على صلاة الصبح في وقتها ويقرا الحزب.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى