متابعات وأخبار

الدولة العلوية المغربية النشأة والاستقرار والاستمرار

كان المغرب م الفتح الإسلامي سنة 62هـ-681م، إقليما تابعا للخلافة الإسلامية على عهد الدولة (الأسرة) الأموية وأوائل الدولة العباسية، إلى أن تحرر من التبعية واستقل استقلالا تاما بقيام دولة مغربية عربية إسلامية في إطار نظام ملكي إسلامي سني أصيل، قائم على الكتاب والسنة، والعدل والمساواة، والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقا للوثيقة التاريخية (1) التي كانت بمثابة أول دستور مغربي مكتوب، قامت على أساسه الدولة المغربية الناشئة بزعامة مؤسسها الإمام إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المومنين على بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد بويع الإمام إدريس الأول رئيس الدولة الجديدة بيعة إسلامية شرعية اجماعية سلمية واختيارية يوم الجمعة رابع شهر رمضان عام 172هـ، موافق سادس شهر فبراير سنة 789م.
وهكذا يعتبر تاريخ (6 فبراير 789) مبدأ السيادة المغربية التي اختار الشعب أن يكون (العرش المغربي) رمزا لها، سيادة عملت جميع الدول (الأسر) التي حكمت المغرب على ترسيخها وحمايتها والدفاع عنها كأثمن ما يعتز به الشعب المغربي منذ عهد (الدولة الإدريسية 789-921م) إلى الوقت الحاضر، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مرورا بالعصور التاريخية بعد الأدارسة قامت (الدولة المرابطية) ثم (الموحدية) ثم (الدولة المرينية) ثم (الدولة الوطاسية) ومن المؤرخين من يعتبر الدولة الوطاسية امتدادا لدولة بني مرين، يم (الدولة السعدية الشريفة 1554-1659) وعلى اثر تقلص نفوذ السعديين قامت (الدولة العلوية الشريفة سنة 1640) لتواصل مسيرة استقرار النظام وسيادة الوطن. وهي الدولة التي أفردناها بهذا الموضوع المجمل حيث هي ياقوت خضراء متلألئة في وسط عقد مغربي من الجواهر الكريمة اللامعة، وإن كان تاريخها المشرق يحتاج إلى موضوعات بل إلى مجلدات.
قد تلاحظ فترات انتقالية طالت أم قصرت بين انحلال دولة وقيام أخرى، فبماذا يمكن تفسير الفراغ الملحوظ من الزاوية السياسية؟ وفي نظرنا، وكما هو حاصل في كثير من مراحل التطورات التاريخية أن فترة التحول من وضعية إلى أخرى تتسم في أغلب الظروف بالمحافظة على السيادة وعلى جوهر النظام، إلا من شذ في محاولات تمردية يائسة سرعان ما يعود يعدها طوعا أو كرها إلى الجادة والاتجاه الشعبي الملتزم نحو النظام. والنظام الذي اختاره الشعب وأقره بالإجماع يوم 6/2/789م. كان يسير بخطوات ثابثة وجرئية ورصينة نحو الاستقرار والازدهار، مصداقا للحديث النبوي الشريف الذي أخرجه المؤرخ العلامة عبد الواحد المراكشي بسنده الخاص إلى الإمام مسلم بسنده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة”، (2) ومنطوق الحديث ومفهومه يعتبر من المعجزات النبوية الخالدة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى