sliderالمغرب

علماء الفنيدق يُكرمون الأكاديمية المتخصصة في الأدب الأندلسي فاطمة طحطح

كرّم المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق، فاطمة طحطح، الأكاديمية المغربية المتخصصة في الأدب الأندلسي في ندوة نظمها الثلاثاء 28 ماي 2024.
وقال توفيق الغلبزوري، رئيس المجلس العلمي لعمالة المضيق الفنيدق، إن مثل هذه التكريمات تصل الحاضر بالماضي والمستقبل، وتقدم للجيل الجديد خبرات عدد من الأعلام للاقتداء، دراسة وبحثا.
وتناول المتدخلون في الندوة عطاء الأستاذة الجامعية فاطمة طحطح التي درّست بجامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة غرناطة بإسبانيا، وخرّجت أجيالا من المتخصصين في أدب الغرب الإسلامي.
واستعرضت التدخلات أحدث كتب الأكاديمية طحطح، الموسوم ب”دراسات في الفقه والتصوف بالأندلس والمغرب ابن العربي والبادسي نموذجا”.
وينقسم الكتاب إلى قسمين، يتفرع عن القسم الأول فصلان، يتناول الفصل الأول محور “الفقه والتصوف بالأندلس” خلال عهد المرابطين.
فيا يتناول الفصل الثاني “حملة ابن العربي على التصوف الغزالي وكتابه “العواصم من القواصم”، أما القسم الثاني فيعالج “الزهاد والمتصوفة بالريف من خلال كتاب “المقصد الشريف والمنزع اللطيف في التعريف بصلحاء الريف”” لعبد الحق البادسي.
ويعد القسم الأول من الكتاب عبارة عن دراسة قدمتها الدكتوره فاطمة طحطح في المؤتمر الدولي بمدينة مورسية بإسبانيا سنة 2003 بمناسبة ذكرى محي الدين بن عربي الصوفي الشهير، وكان موضوع المؤتمر حول “التصوف والتشريع الإسلامي”، أما عنوان البحث الذي تقدمت به فكان عن “الفقه والتصوف بالأندلس من خلال كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي”.

أما القسم الثاني من الكتاب فهو عبارة عن دراسة بعنوان “صلحاء الريف من خلال كتاب المقصد الشريف” لعبد الحق البادسي، قدمتها المؤلفة في ندوة بالحسيمة سنة 2013 بمناسبة تكريمها.
وتطلب إنجاز هاتين الدراستين الاعتماد على أزيد من 30 مرجعا، وهو ما منح هذا الكتاب قيمة علمية أكاديمية، حيث ركزت الدراسة الأولى على موقف أبي بكر بن العربي من التصوف الغزالي والفلسفي عموما من خلال كتابه “العواصم من القواصم” وقد اعتمدته المؤلفة كنموذج لما يمثله من قوة في الجدال ومن نقد عنيف للفكر الصوفي عرض فيه لأهم القضايا الخلافية بين الفكر الفقهي المالكي والفكر الصوفي الباطني والفلسفي، حيث كان لفقهاء المالكية في عهد المرابطين هيبة عند الناس، يقفون عند مشورتهم في عاديات أمورهم وحازبات مشاكلهم.
بينما الدراسة الثانية وإن كانت تبتعد عن زمن الدراسة الأولى بقرن من الزمن، أي في عصر الموحدين، فهي تقترب من نفس السياق، حيث خاض عبد الحق البادسي في بحر مجموعة من القضايا التي كانت محل خلاف كبير بين الفقهاء والمتصوفة خاصة المتصوفة الذين يتبنون المعرفة الباطنية كالكشف والإشراق والذين يتزعمهم الإمام أبو حامد الغزالي في المشرق آنذاك.
واستنتجت في خلاصة كتابها أن التأمل في سيرة الصلحاء كان مبنيا على الاعتدال والبساطة في العبادة، والجهاد الروحي، ما جعله أقرب للزهد منه إلى التصوف بمعناه الفلسفي، كما استنتجت كيف تمثل التصوف عند البادسي من خلال تراجمه، إنه كما تقول طحطح صورة للعبادة المقرونة بالاجتهاد والعمل وهو ما عرفته بلاد المغرب.
وفي هذا الإطار شاطرت المؤلفة الرأي مع محقق كتاب البادسي الأستاذ سعيد أعراب الذي أوضح بأن مفهوم التصوف عند البادسي في عصر الموحدين هو تصوف نقي تقي لا أثر فيه للشطحات ووحدة الوجود.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى