
قال الباحث نور الدين بلكودري إن الخزانة المغربية والعربية تضم نصوصا وفيرة ومتعددة عن الرحلة الحجية ” لأن السفر إلى الحج لم ينقطع أبدا”. وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه لا يمكن حصر الأسماء والعناوين التي كتبها الفقهاء والأدباء وعلماء الدين خصوصا ” لكن يمكننا التمثيل برحلات يمكن اعتبارها مميزة نذكر منها رحلة، إبراهيم السوسي العيني، وابن أبي عسرية أحمد الفاسي الفهري، ورحلة ابن بطوطة، وابن جبير، العياشي، العبدري، وابن جعفر أحد الكتاني، وابن رشيد السبتي، وغيرهم كثير” يوضح الباحث الحائز على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لسنة 2024،
وأضاف نور الدين بلكودري أن الأمر لم يقتصر على الفترات المتقدمة “بل استمرت عملية الكتابة عن الحج إلى الفترة المعاصرة” حيث أشار إلى رحلة الأنتربلوجي عبد الله حمودي، التي عنونها ب”رحلة حج”، والكاتب أحمد المديني له “الرحلة إلى بلاد الله”، والمهندس عبد الناصر مبشور له “يومياتي الحجازية”، والروائي حسن أوريد كتب “رواء مكة”.
ولفت الباحث إلى التراجع الذي يعرفه النص الحجي كبير في المرحلة الراهنة مقارنة بالفترات المتقدمة، حيث أوعز ذلك أساسا إلى التطور الذي يعرفه العصر “فالسفر في الماضي ليس نفسه اليوم، حيث كان طابع المغامرة والتشويق من أساسيات رحلة الحج، ولهذا كان الرحالة يكتب قديما ليحكي عن سفره المتعِب والاستثنائي معرِّفا بتجربته ومقدما صورة عن الآخر الذي لم نكن نعرف عنه أي شيء، لكن اليوم أصبح كل شيء متاحا، ووسائل النقل مريحة، مما غيب حس المغامرة والتشويق، كما أن قدرة التكنولوجيا على تقديم المشاهد والمناسك والطقوس ونقل أجواء الحج بشكل مباشر ساهمت في هذا التراجع أيضا” يضيف الباحث.
واقترح لتجاوز هذه الوضعية، تدريس النص الرحلي في البرامج التعليمية وفي جميع الأسلاك، وتنظيم مسابقات للحجاج عن أحسن نص رحلي حجي، وتعريفهم برواد الرحلة الحجية ونصوصهم، وإنجاز أفلام وثائقية عنهم، مما يحفز الحجاج على الحكي عن تجاربهم إلى الحج وتدوينها.