أكد سعيد شبار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى أن التبيلغ هو مفهوم قرآني كلي شامل يستوعب كل وسائل وأدوات التبليغ بمافيها الدعوة امتثالا لقوله سبحانه في سورة النحل: “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”. وكذلك الهداية والتذكير والانذار والترغيب والترهيب. فكل وسائل وأدوال التبليغ هي خادمة للتبليغ.
وأضاف شبار في حوار حول “مفهوم التبليغ وحضوره في الكتاب الكريم والسنة النبوية وقياس أثره في الناس” الذي بثثته قناة السادسة بداية شهر غشت 2024 ، أن رسالة الأنبياء والرسل هي أن يبلغوا مضمون الشعائر التي كلفوا بتليغها إلى الناس أي أن تصل الرسالة إلى الناس.
وشدد أستاذ التعليم العالي في الفكر الإسلامي والحضارة، على أن هذا التبليغ يقاس أثره في الناس، مستشهدا بالقصص القرآني حول علاقة الرسل أو الأنبياء بقومهم، حيث أكد شبار أن الله سبحانه وتعالى يقدم لنا بذلك نموذجا في التبليغ والإرشاد ومنهجا في الخطاب والدعوة، وعلينا أن نستفيد منه: كيف كان يدعو ويبلغ الرسول وكيف كان يقيس أثره في الناس ومدى استجابة الناس لدعوته أو عدم الاستجابة.
ويأتي هذا الحوار في إطار سلسلة من الحلقات تبثها القناة الفضائية قناة محمد السادس للقرآن الكريم (السادسة) تتطرق فيها إلى مشروع خطة التبليغ الذي تشرف عليه الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى.
وكان أحمد التوفيق وزير الأوقاف الوشؤون الإسلامية قد قدم في وقت سابق (يوم السبت 8 يونيو 2024)، الخطوط العريضة لخطة العلماء في تسديد التبليغ. حيث شدد على دور العلماء في الإصلاح أمام المشاكل والصعوبات التي يواجهها المجتمع، بدل الإنشغال بالجزئيات. كما دعا إلى ضرورة إعادة النظر في أسلوب التبليغ والاهتمام بالمقاصد الكبرى للشريعة.