شعراء من العالم يقدمون بطنجة شهاداتهم ورؤاهم حول دور الثقافة في التقارب بين الشعوب
قدم أدباء وشعراء من مختلف دول العالم، يوم الخميس 24 أبريل 2024 ببيت الصحافة بطنجة، شهاداتهم ورؤاهم حول دور الثقافة في التقارب بين الشعوب، في إطار جولة قادتهم الى العيون ومراكش قبل مدينة البوغاز.
وأبرز الشعراء والأدباء الذين يمثلون القارات الخمس، في شهاداتهم، أن للثقافة دور مهم إن لم يكن أساسي في تحقيق التقارب بين الشعوب ونبذ كل أشكال الاختلاف والتمييز والاقصاء، وهي جسر أساسي بين الشعوب لنشر قيم التسامح والتآخي والتضامن وتقريب وجهات النظر حتى في الأمور التي تستعصي على السياسي.
وأضافوا أن الثقافة هي أيضا حافز للحوار ودعامة لا محيد عنها لمعالجة الإشكالات والقضايا الشائكة التي تستعصي على العالم حاليا، وهي كذلك الضامن لتقاطع مسارات الحضارات ونشر القيم النبيلة، كما أنها في ذات الوقت عنصر أساسي لضمان التوازن المجتمعي وتربية الأجيال الصاعدة على التفاهم والتسامح ودعامة أساسية لبناء مستقبل أمن ومستقر يسع للجميع.
في هذا السياق، أكدوا أن المغرب، بتعدد ثقافاته وتفردها وتلاقحها، يعد خير مثال على إمكانية تعايش مختلف الأعراق والديانات في فضاء واحد، إذا لحضارة المغرب دور في محو الفوارق التي تميز بين الأفراد، مضيفين أن المملكة المغربية، بموقعها الجغرافي الفريد وتاريخها العريق، تعد جسرا متينا بين شمال الكرة الأرضية وجنوبيها.
وشددوا على أن نموذج المغرب، كحاضنة ثقافية لمختلف الحضارات بقيمه الروحية والإنسانية، يؤكد أن الثقافة عامل موحد وجامع، إذ تشكل الهوية المغربية فضاء فسيحا تنسجم فيه عدة روافد ثقافية وعرقية بشكل متوازن وبديع.
بالمناسبة، قال رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة، سعيد كوبريت، أن اللقاء المنظم بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة لطنجة-تطوان-الحسيمة هو بمثابة حوار ثقافي بلغة الأدب والشعر والإبداع الإنساني بكل أشكاله، ويؤكد كيف يمكن أن تضطلع الثقافة بدور “الدبلوماسية الناعمة” التي يمكن أن تنفذ بسهولة الى قلب وجوارح وروح الإنسان بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه.
وأضاف أن للثقافة دور أساسي ومهم في تقارب الشعوب وتضامنها وتعاونها وبحثها عن الأمن الثقافي والاجتماعي في زمن هيمنة العولمة الاقتصادية والاستهلاك المتوحش وبروز نزاعات ومواجهات تقوض استقرار العالم وسلمه، معتبرا أن الوجع الإنساني واللايقين الذي يعرفه العالم لن يتم تجاوزه إلا عبر الثقافة وخوض حوار ثقافي راقي.
وأفادت المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة أن هذا الموعد الثقافي الدولي يندرج في إطار البرنامج الذي تعتمده المديرية “للتعريف بالثقافة كداعم للدبلوماسية وكأداة لتعزيز التفاهم وبناء العلاقات والجسور بين الدول والمجتمعات المختلفة”.
وشكل اللقاء عامة مناسبة لتقديم رؤى وتصورات لأدباء وكتاب من مختلف مناطق العالم، من ضمنهم مبدعون من قبرص والولايات المتحدة الامريكية وإسبانيا والأوروغواي وفيتنام وبنغلاديش وإيطاليا وكوريا وسلوفينيا والكويت وتونس ،وكذلك من المغرب.
كما شارك في هذه التظاهرة الثقافية شعراء وأدباء من أذربيجان وبلغاريا وكوسوفو وسويسرا والصين ونيوزلاندا والأرجنتين وسلطنة عمان وألمانيا .