عيد الاستقلال
بين التوقيع على عهد الحماية و التوقيع على وثيقة الاستقلال حوالي أربعة وأربعين سنة . هذه المدة القصيرة إلى حد ما في عمر الشعوب، عرفت أحداثا كثيرة ومتنوعة. هي التي صنعت المغرب الحديث. ويمكن رصد ثلاث ملاحظات عميقة تبين أن المغرب عرف تحولا جذريا خلال هذه الحقبة من الزمن.
الأولى هي أن المغاربة أظهروا أن عزيمتتهم صلبة لا تقهر. وذلك من خلال بطولاتهم في مقاومة التدخل الاجنبي, في أنوال ولهري بوغافر…..وبسبب الاستعمار حولوا بنادقهم إليه، بعد أن كانوا يتقاتلون بينهم في إطار ما سمي بالسيبة.
الثانية أن المغرب كان محظوظا برجل استعمار اسمه ليوطي. هذا القائد العسكري الكبير سقط في حبه، فتعلق به وساهم في بنائه. فشق الطرق وبنى القناطر والمدارس وأرسى إدارة حديثة وسن قوانين جديدة. وأهل نخب مغربية لتسيير البلاد بعد نهاية الاحتلال.
الثالثة أن تضحية وبطولة السلطان محمد بن يوسف قوت التفاف الشعب حول العرش من أجل الاستقلال. ولما حصلت عليه خرجت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر للمضي قدما نحو غد أفضل.