
قدم الدكتور مصطفى ياحي بحثا بعنوان “قيمة العمل في الإسلام ودوره في التنمية المستدامة”، في إطار فعاليات الملتقى الدولي حول مقومات تحقيق التنمية المستدامة في الاقتصاد الإسلامي:.
وقد تمحور هذا البحث حول ثلاث نقط:
أولًا: فضل العمل وقيمته في الإسلام
يُبرز الباحث أن الإسلام يُعلي من شأن العمل، معتبرًا إياه وسيلة لتحقيق الاستخلاف في الأرض. وقد عمل الأنبياء والرسل في مهن مختلفة، مما يُدلل على أهمية العمل في بناء المجتمعات. كما يُشدد الإسلام على ضرورة الاتقان في العمل، حيث قال النبي محمد ﷺ: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه”.
ثانيًا: مفاهيم التنمية المستدامة ومقوماتها
يتناول الباحث مفهوم التنمية المستدامة، معرفًا إياها بأنها التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. ويُشير إلى أن الإسلام يُشجع على التنمية المتوازنة التي تراعي الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مستشهدًا بقوله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها“ [الأعراف: 56].
ثالثًا: دور العمل في تحقيق التنمية المستدامة
يُوضح الباحث أن العمل يُعد ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يُسهم في:
- تحقيق العدالة الاجتماعية: من خلال توفير فرص العمل وتحقيق توزيع عادل للثروات.
- تعزيز الاقتصاد: بزيادة الإنتاجية وتحسين مستوى المعيشة.
- حماية البيئة: من خلال تشجيع الأعمال التي تراعي البعد البيئي وتُقلل من التلوث.
ويُشير إلى أن الإسلام يُشجع على العمل الذي يُحقق النفع العام، مستشهدًا بقوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون“ [التوبة: 105].
الخلاصة
يخلص الباحث إلى أن العمل في الإسلام ليس مجرد وسيلة للكسب، بل هو عبادة وسلوك حضاري يُسهم في بناء مجتمع متوازن ومستدام. ويُؤكد أن تعزيز ثقافة العمل والاتقان يُعد من أهم مقومات تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات الإسلامية.