اختتمت يوم السبت 23 نونبر 2024 بالعاصمة السينغالية دكار، أشغال المؤتمر العلمي الدولي الذي نظمته مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موضوع: “قيم السلام والتعايش السلمي المشترك في السياق الإفريقي”.
ودعا مفكرون وعلماء دين مغاربة وأفارقة، إلى تنظيم مؤتمرات علمية لتعميق الوعي بثقافة السلام والتعايش السلمي، وترسيخ الثوابت الدينية الخادمة للأخوة الإنسانية في القارة الإفريقية.
وأوصوا، في البيان الختامي لمؤتمر علمي دولي بالعاصمة السنغالية، قارب موضوع “قيم السلام والتعايش السلمي المشترك في السياق الإفريقي” بتنظيم لقاءات علمية لمواكبة قضايا السلم والسلام في البلدان الإفريقية، باعتبارها تشكل رافدا حيويا لمواجهة مخاطر التطرف والغلو الذي يغذي الحقد والكراهية في مختلف المجتمعات الإفريقية.
كما حثوا على توطيد التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والدينية السنغالية ذات الاهتمام المشترك، والاستعانة بالتقنيات والحوامل الإلكترونية، والتواصل عن طريق التناظر المرئي لتبادل الرؤى في ما يتعلق بنشر قيم المحبة والسلام والدعوة إلى الوسطية والاعتدال.
وناقش المؤتمر من خلال جلسات موضوعاتية، محاور من قبيل القيم الدينية المشتركة، والقيم الروحية وحضورها في العلوم الإنسانية، وإمارة المؤمنين ودورها في تحصين القيم الدينية، وتعزيز المشتركات الإنسانية في ظل التعدد الديني بالمجتمعات الإفريقية.
وسعى هذا اللقاء الدولي، الذي نظمته مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بمشاركة ثلة من العلماء والخبراء والباحثين من المغرب والسنغال ومن بلدان إفريقية أخرى إلى إبراز تجليات القيم الدينية المشتركة لدى علماء الدين الأفارقة، وأثرها في التعايش السلمي بالمجتمعات في القارة الافريقية.
كما توخى هذا المؤتمر، الذي نظم في إطار تخليد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بدكار، إبراز جهود مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في التعريف بالقيم الإسلامية وترسيخها والإفادة بها.
وفيما يلي نص البيان الختامي العام :
يقول الحق سبحانه وتعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)،
ومعلوم أن هذا التعارف الإنساني، يقتضي البحث عن سبل تحقيق التعايش المشترك الذي يساعد على تعزيز التعاون بين سائر الناس، للقيام بمهمة الاستخلاف في الأرض وعمارتها.
ولا شك أن شريعة الإسلام التي أرسل الله بها خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، جاءت لإتمام مكارم الأخلاق والقيم الحِسان، وهذا بين في قول الحق المتعال (وإنك لعلى خلق عظيم) في خطابه سبحانه لرسوله الكريم، كما هو واضح في تلخيص رسالة الإسلام التي بعث بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
فكان من رحمته سبحانه وتعالى أن جعل تعاليم شريعة الإسلام مرسخة لمنظومة من القيم النبيلة السمحة، التي توطد من أواصر الأخوة الإنسانية، وتسهم في نشر المحبة والسلام، المُفْضِيَةِ للتعايش المشترك.
لذا، دعت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة –في سياق الاحتفاء بالذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بدكار- إلى تنظيم مؤتمر علمي دولي، يُجلي هذه الجوانب القيمية الأخلاقية، التي تساعد على نشر قيم المحبة والتضامن والتعاون بين المملكة المغربية الشريفة وباقي البلدان الإفريقية، وتعزز من روابط الأخوة القائمة على المشتركات الدينية والروحية والتاريخية بين شعوب قارة إفريقيا.
فَنُظِّمَ هذا المؤتمر العلمي الدولي، في موضوع: “قيم السلام والتعايش السلمي المشترك في السياق الإفريقي” الذي أسهم السادة العلماء والأساتذة الأجلاء في تحقيق أهدافه من خلال مداخلاتهم العلمية القيمة.
وقد أسفرت أعمال هذا المؤتمر المبارك عن مجموعة من التوصيات، نعرضها في الآتي:
- نظيم ورشات علمية لمواكبة قضايا السلم والسلام في البلدان الإفريقية.
- تنظيم ندوات علمية تجلي مخاطر التطرف والانتصار للعصبيات والمرجعيات في مختلف المجتمعات.
- توطيد التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والدينية السنغالية ذات الاهتمام المشترك.
- الاستعانة بالتقنيات والحوامل الإلكترونية، والتواصل عن طريق التناظر المرئي لتبادل الأنظار فيما يتعلق بالمحبة والسلام والدعوة إلى الوسطية والاعتدال.
- تنظيم مؤتمرات علمية لتعميق الوعي بثقافة السلام والتعايش السلمي في السياق الإفريقي، وترسيخ الثوابت الدينية الخادمة للأخوة الإنسانية.
- طبع أعمال هذا المؤتمر للإفادة والاستفادة منه.