الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدعو إلى تعزيز العمل العُلَمَائي
قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى خلال لقاء مع وفد إعلامي يمثل وكالات الأنباء الإسلامية وعدد من الوكالات الدولية مساء يوم الأربعاء 12 ماي 2024 بمكة المكرمة، “إنَّ الأمة الإسلامية بخير، غير أنَّها بحاجة من حين لآخر إلى المزيد من تعزيز عملها الإسلامي المشترك ولاسيما العمل العُلَمَائي وهو ما تعمل الرابطة على تقوية تنسيقه ولاسيما توحيد الرأي فيه وتحديداً في القضايا العامة الكبرى التي لا تقبل الاختلاف ، مشيراً إلى أن تنوع الاجتهاد في القضايا الشرعية الأخرى يعد من الثراء التشريعي وهو محل استيعاب الوعي الإسلامي.
منبهاً إلى أن الرابطة أطلقت وثيقة مكة المكرمة ووثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية وعززت من دور مجمع الفقه الإسلامي الذي يعد أقدم مجمع فقهي إسلامي والأشمل في العضوية ، حيث ينضم إليه مجمل مفتي وكبار علماء الأمة الإسلامية المنضوين تحت مظلة الرابطة.
واستطرد الحديث حول نظرية صدام الحضارات وجهود الرابطة في مواجهتها من خلال مبادرة بناء الجسور بين الشرق والغرب التي احتفت بها الأمم المتحدة باستضافة مؤتمرها الدولي في مقرها بنيويورك، مبينا أن هذه المبادرة تنطلق من قيم الإسلام الداعية للتفاهم والسلام والتعاون في إطار المشتركات الحضارية واستيعاب سنة الله تعالى في الاختلاف والتنوع والتعدد ، مستعرضاً بعض الأمثلة في ذلك، مؤكداً خطورة انتقال الصدام الحضاري إلى ضمير الشعوب ، حيث يصعب علاجه بعكس الخلافات الأخرى التي كثيراً ما يسهل علاجها.
وبخصوص القضية الفلسطينية، شدد محمد العيسى على أهمية الدور الإعلامي في إيضاح الحقيقة، وواصفا مايتعرض له الشعب الفلسطيني بـ “وصمةَ عار في جبين الإنسانية”، وقال : “لا أعتقد أنَّ الإنسانية بعامَّة أُصِيبتْ بفاجعة في عصرنا الحديث بمثل ما أُصِيبت به في مأساة غزة، كان ذلك على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتحديداً بعد تأسيس الأمم والمتحدة والتوقيع على ميثاقها من قبل الدول الأعضاء”، منوهاً بالجهود الصادقة والمخلصة والعملية تجاه قضية غزة والحق الفلسطيني , ومشيراً بإسهاب إلى جهود المملكة العربية السعودية في ذلك سياسياً وإنسانياً.
وتطرق الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، محمد العيسى، إلى المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي تحتضنه الرباط حاليا تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وقال بأنه يحقق الأهداف المسطرة له، مضيفا إن هذا المعرض والمتحف الذي يوجد مقره بالمدينة المنورة، واتخذ من الرباط أولى محطات جولته نحو العالم، “سعدنا بما عبرت عنه بعض الأصوات من غير المسلمين من إعجاب بسيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام” التي يعرض لها هذا الحدث، مضيفا أن “هذا ما يحقق أهدافنا”.
وأبرز السيد العيسى أن هذا المعرض الذي يوضح تفاصيل سيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بتوظيف تقنيات حديثة وفق السياق المعاصر، يهدف إلى تنوير المسلمين وغير المسلمين بهدي النبي والقيم التي يدعو إليها من سلام ووئام، والرد على الأفكار المتطرفة التي تستند إلى تأويلات واهية.
وكالة الأنباء السعودية