المغرب شريك استراتيجي لكرواتيا: إشادة بالإصلاحات، دعم لمبادرات الملك، وتأييد لمخطط الحكم الذاتي
في ختام مباحثات رسمية جمعت وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره الكرواتي غوردان غرليك-رادمان، اليوم الأربعاء بالعاصمة زغرب، عبّرت جمهورية كرواتيا عن دعمها القوي والمتعدد الأوجه للمملكة المغربية، مشيدة بالقيادة الرشيدة للملك محمد السادس، وبالدينامية السياسية والتنموية التي تعرفها البلاد.
وأثنت كرواتيا على الإصلاحات الكبرى التي باشرها المغرب في السنوات الأخيرة، معتبرة أن النموذج التنموي الجديد، إلى جانب ترسيخ الجهوية المتقدمة والتنمية المستدامة، يعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء دولة حديثة ومتوازنة اقتصاديًا واجتماعيًا. كما أعربت عن اهتمامها الخاص بالمبادرات التي أطلقها الملك لصالح القارة الإفريقية، ومنها مبادرة “الدول الإفريقية الأطلسية”، و”مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب”، التي وصفتها كرواتيا بكونها مشاريع ذات بعد جيو-استراتيجي من شأنها تعزيز التنمية والاندماج الإقليمي في القارة.
على الصعيد السياسي، عبّرت كرواتيا عن تقديرها الكبير لدور الملك محمد السادس في رئاسة لجنة القدس، مؤكدة دعمها لجهوده في حماية الهوية الثقافية والدينية للمدينة المقدسة، وتعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط.
وفي ملف الصحراء المغربية، أكدت كرواتيا بوضوح أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 تشكل “أساساً متيناً” و”جهداً جدياً وذا مصداقية” للتوصل إلى حل سياسي واقعي ومتوافق عليه، وفقًا لقرارات مجلس الأمن. كما جددت دعمها لمسار الحل السلمي تحت إشراف الأمم المتحدة، مع تأكيدها على القرار الأممي 2756 (2024)، الذي يشدد على مسؤولية الأطراف في التوصل إلى تسوية دائمة لهذا النزاع الإقليمي.
وشدد الجانبان على تقارب مواقف بلديهما حول قضايا الأمن والاستقرار، وأكدا على التزامهما المشترك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لا سيما احترام وحدة وسيادة الدول، واعتماد الحلول السلمية لتسوية النزاعات. كما اعتبر الإعلان المشترك أن المغرب يمثل اليوم قطباً إقليمياً للسلام والنمو في إفريقيا، وأن العلاقات المغربية الكرواتية تسير في اتجاه شراكة استراتيجية قائمة على الثقة والتعاون المتعدد الأبعاد.
