وداعًا محمد بنعيسى ! الدبلوماسي الذي خلد أصيلة في الذاكرة الثقافية

فقد المغرب، في ساعة متأخرة من يوم الجمعة 28 فبراير 2025، أحد أبرز وجوهه السياسية والثقافية، بوفاة محمد بنعيسى عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع المرض. ويعد الراحل شخصية محورية في المشهد السياسي والثقافي المغربي، حيث شغل مناصب رفيعة وأسهم في الارتقاء بالدبلوماسية المغربية، إلى جانب دوره الكبير في النهوض بالحركة الثقافية بالمملكة.
مسيرة حافلة بالعطاء
وُلد محمد بنعيسى سنة 1937 في مدينة أصيلة، وبدأ مسيرته المهنية في مجال الصحافة والإعلام قبل أن ينتقل إلى العمل الحكومي. شغل عدة مناصب هامة، كان أبرزها:
- وزير الثقافة (1985-1992): لعب دورًا محوريًا في دعم الفنون والترويج للثقافة المغربية عالميًا.
- سفير المغرب في الولايات المتحدة (1993-1999): ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خلال فترة حساسة من السياسة الدولية.
- وزير الشؤون الخارجية والتعاون (1999-2007): حيث أدار ملفات دبلوماسية هامة وساهم في توطيد حضور المغرب على الساحة الدولية.
- رئيس بلدية أصيلة: وهو المنصب الذي شغله لسنوات طويلة، حيث جعل من المدينة نموذجًا ثقافيًا عالميًا.
قائد النهضة الثقافية في أصيلة
رغم انشغاله بالعمل السياسي والدبلوماسي، ظل محمد بنعيسى مثقفًا حقيقيًا، يؤمن بدور الثقافة في التنمية. فأسس منتدى أصيلة الثقافي، الذي أصبح أحد أهم الفعاليات الثقافية في العالم العربي، حيث استضاف مفكرين وفنانين عالميين وأسهم في تحويل مدينة أصيلة إلى فضاء فني مفتوح.
كما دعم مشاريع الجداريات الفنية وإعادة تأهيل المدينة، ما جعل أصيلة واحدة من أبرز الوجهات الثقافية في المغرب والعالم.
رحيله خسارة للمغرب الديبلوماسي والثقافي
أثار خبر وفاته حزنًا واسعًا في الأوساط السياسية والثقافية، حيث عجت مواقع التواصل الاجتماعي بنعيه من قبل العديد من المسؤولين والمثقفين داخل المغرب وخارجه، مشيدين بإسهاماته في الدبلوماسية والثقافة.
برحيله، يفقد المغرب رجل دولة محنكًا، ومثقفًا مستنيرًا، ودبلوماسيًا ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ المملكة.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.