ذكرى انتفاضة دجنبر 1952: تجسيد للوحدة المغاربية وروح النضال المشترك
تحل يومي 7 و8 دجنبر 2024 الذكرى الـ72 لانتفاضة 1952 بالدار البيضاء، التي كانت تجسيدًا للروح الوحدوية والحس التضامني بين شعوب المغرب الكبير في مواجهة الاستعمار الفرنسي. جاءت هذه الانتفاضة دعمًا للشعب التونسي بعد اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر 1952، حيث عبر المغاربة عن تضامنهم والتزامهم بمبادئ النضال المشترك دفاعًا عن الحرية والوطنية.
في مواجهة هذه الاحتجاجات البطولية، لجأت القوات الاستعمارية إلى قمع المتظاهرين بوحشية، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، واعتقال المئات منهم، وتعرضهم لشتى أنواع البطش والاضطهاد. ورغم ذلك، فإن هذه الأحداث الدامية عززت الوحدة الوطنية والوعي السياسي، وساهمت في تقوية العمل النقابي كوسيلة لنشر الوعي ومقاومة المستعمر.
لقد كرس فرحات حشاد، الزعيم النقابي المغاربي، حياته للنضال من أجل العدالة الاجتماعية والحقوق النقابية والسياسية، مما جعله هدفًا للاستعمار الفرنسي الذي اغتاله في محاولة لإخماد الروح التحررية في المنطقة. ولكن هذا الاغتيال لم يُسكت أصوات الكفاح، بل دفع الجماهير المغاربية إلى مظاهرات واسعة عبّرت عن الوحدة والمصير المشترك.
إن إحياء هذه الذكرى يُعيد إلى الأذهان أهمية الوحدة المغاربية التي طالما تعثرت بسبب نزاعات هامشية. وتجدد المغرب التزامه بالتضامن والعمل المشترك مع شعوب المنطقة لتعزيز التكامل الاقتصادي والوحدة المنشودة، خاصة في ظل الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها البلاد في قضية الصحراء المغربية.
بمناسبة هذه الذكرى، ستقام فعاليات تخليدية تشمل زيارات لمقبرة الشهداء بالدار البيضاء ومهرجانات خطابية، إلى جانب تكريم قدماء المقاومين وتوزيع مساعدات اجتماعية عليهم. كما سيتم تنظيم ندوات ومحاضرات وزيارات لفضاءات الذاكرة التاريخية، بهدف توعية الأجيال الجديدة بقيم الكفاح المشترك واستلهام الدروس والعبر من هذه المحطة التاريخية المجيدة.