مؤتمر “ألكسو” يحذر من سياسات “أسرلة” التعليم في القدس
نظمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، يوم الخميس 19 شتنبر 2024، في تونس، مؤتمرا حول واقع تعليم الأطفال في مدينة القدس المحتلة.
وضم الوفد الفلسطيني وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، ووزير شؤون القدس أشرف الأعور، والقائم بأعمال الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية مع المنظمات الدولية والتخصصية خلود حنتش، ومستشار رئيس اللجنة والأمين العام فادي أبو بكر، ومدير التربية والتعليم بمدينة القدس سمير جبريل، بمشاركة مدير عام “ألكسو” محمد ولد أعمر، ووزير التربية والتعليم التونسي نور الدين النوري، ومدير وكالة بيت مال القدس محمد سالم الشرقاوي.
وقال أعمر إن “هذا المؤتمر يأتي التزاما بالدور التاريخي للمنظمة تجاه القضية الفلسطينية، ليكون مساندة للجهود الفلسطينية لفائدة القدس، أمام تعمد الاحتلال في استهداف العملية التعليمية في القدس للنيل من المنهاج الفلسطيني، وأسرلة التعليم الفلسطيني فيها، تزويرا للتاريخ وتغييرا للمعالم والآثار العربية والإسلامية”.
بدوره، قال برهم إن هذا المؤتمر “يأتي في ظل حملة شرسة يشنها الاحتلال على المدينة، بكافة مكونات هويتها الاجتماعية والتراثية والثقافية، متجاهلا كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تؤكد على أحقية الشعوب بتحقيق المصير، والحفاظ على نصيب الشعوب ومساهمتها في الثقافة العالمية، واضعا القدس ومقدساتها تحت وطأة حصار لا يرحم، وفي ظل ظروف قاهرة يعيشها قطاع التعليم من خلال استهداف المناهج الفلسطينية وإعاقة التطوير والبناء والترميم مع سبق الإصرار، والحيلولة دون وصول المعلمين والطلبة إلى مدارسهم، وغيرها من الانتهاكات والخطط والمكائد غير المحدودة التي وضعها الاحتلال منذ احتلال القدس عام 1967.
وتطرق برهم إلى خطط الاحتلال لأسرلة التعليم بالقدس، من خلال محاولات طمس وعي الطلبة المقدسيين، ومحو هويتهم الفلسطينية واستبدالها بأخرى تتناسب والمخططات الاحتلالية، واستهداف الطالب والمعلم والمنهاج، والعمل على تفريغ المدينة القديمة من المدارس، والتضييق على المدارس التي تتبنى المنهاج الفلسطيني، في ظل انتهاكات يومية وممنهجة من ضمنها عرقلة وصول الطلبة إلى مدارسهم وإذلالهم وتفتيشهم واحتجازهم دون مسوغ، والتهديد بإغلاق مدارس وكالة “أونروا”.
ودعا برهم إلى بذل المزيد من الجهود العربية والإسلامية تجاه القدس، لتحظى بأكبر إسناد عربي وإسلامي، ودعم التعليم فيها، إذ إنه لا يعزز فقط تعليم أبنائها، بل ثبات أهلها وصمودهم، مشدداً على خطورة أن تترك القدس وحيدة تصارع كل هذه الخطط الاحتلالية.
من جانبه، أشار الأعور إلى أنّ أكثر من 100 ألف طالب وطالبة يدرسون بالمدارس في القدس الشرقية المحتلة، يذهب حوالي 45,500 طالب وطالبة منهم إلى 146 مدرسة تتبع للمظلة الفلسطينية وهي الأوقاف العامة، والمدارس الأهلية، والأونروا، أمّا الجزء المتبقي فيذهب إلى مدارس تتبع لبلدية الاحتلال. كذلك فإنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ 81% من الأطفال بالقدس الشرقية يعيشون تحت خط الفقر.
وأضاف أن “سلطات الاحتلال لا تتوانى في تهويد العملية التعليمية في القدس وأسرلتها. ومن هنا جاءت محاولات فرض المنهاج الإسرائيلي والمنهاج المحرف على المدارس في القدس الشرقية، وبخاصة الكتب الدراسية في المرحلة الابتدائية، مع التركيز على محاولة شطب كل ما له علاقة بالقضية والهوية الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنّ القدس تفتقر لوجود بيئة تعليمية ملائمة، حيث أدّى إهمال بلدية الاحتلال للتعليم في القدس وعدم إقامة مدارس جديدة، ورفض مخططات إقامة مدارس جديدة إلى إقامة مدارس في أبنية سكنية وأبنية قديمة في أنحاء المدينة تفتقر إلى البيئة التعليمية المطلوبة، حيث انعدام الملاعب والمرافق الترفيهية والتعليمية للطلاب. واضطرار آلاف الطلاب للانتقال يومياً عبر حواجز عسكرية إسرائيلية من أجل الوصول إلى مدارسهم وهو ما يترك آثاراً نفسية سلبية على الطلبة.”
كما اعتبر النوري أي تنازل عن الدفاع عن الحق الفلسطيني خيانة، وهو موقف شعبي موحد عبرت عنه القيادة التونسية في كل المناسبات بدون تردد أو حسابات، مستنكرا ممارسات الاحتلال الممنهجة والإجرامية لتصفية القضية والوجود العربي في فلسطين وتهويد ما تبقى وتدمير الجامعات والمدارس وغيرها من المؤسسات بما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
واستعرض جبريل “سياسات أسرلة التعليم في القدس”، وتغيير التوزيع بين مدارس الوكالة والأوقاف والمدارس الخاصة، إلى جانب منع المنهاج الفلسطيني.
المصدر: وفا