فيديوslider

أطول وأقصر مدة صيام في رمضان 2025.. من يصوم أكثر؟

الصيام هو من أسمى العبادات التي يتقرب بها الملايين من المسلمين إلى الله خلال شهر رمضان. لكن هل سبق أن تساءلنا عن السبب وراء اختلاف عدد ساعات الصيام بين مكان وآخر؟ وكيف يمكن لشخص أن يصوم أقل من 12 ساعة في بلد، بينما يصوم شخص آخر أكثر من 20 ساعة في بلد آخر؟ الإجابة تكمن في جغرافيا الأرض وحركاتها. دعونا نبدأ بالعلم وراء هذه الظاهرة. الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس، مما يؤدي إلى تغيّر طول النهار والليل حسب الفصول والمناطق الجغرافية. خلال رمضان، والذي يتغير توقيته كل عام بناءً على التقويم الهجري، تتزامن مدة الصيام مع ساعات النهار في تلك الفترة. هذا يعني أن الصيام يعتمد بشكل كبير على مكان وجود الشخص ومدى قربه من خط الاستواء. على سبيل المثال، في البلدان القريبة من خط الاستواء مثل إندونيسيا وماليزيا، يميل طول النهار والليل إلى الثبات على مدار العام. لذا يلاحظ المسلمون هناك أن ساعات الصيام غالباً ما تتراوح بين 12 و14 ساعة.


أما في المناطق الشمالية مثل الدول الإسكندنافية، فالصيف يصبح قصة مختلفة تماماً. الشمس قد تشرق ولا تغرب عملياً “ليلاً”، مما يجعل النهار أطول بشكل كبير وقد تصل ساعات الصيام إلى أكثر من 20 ساعة! لكن هل يعني ذلك أن المسلمين في أماكن مثل النرويج أو فنلندا يصومون طوال الوقت دون انقطاع؟ ليس بالضرورة. هنا يأتي دور الفقه الإسلامي الذي يسمح لهم باتباع ساعات الصيام في أقرب مدينة ذات توقيت طبيعي، أو حتى توقيت مكة المكرمة. إذا توجهنا جنوباً، نجد وضعاً معاكساً. في دول مثل الأرجنتين أو جنوب إفريقيا، ساعات الصيام خلال رمضان الشتوي يمكن أن تكون قصيرة نسبياً، حيث قد لا تتجاوز 11 ساعة.


الأمر لا يتعلق فقط بالدول البعيدة، حتى ضمن الدولة الواحدة يمكن أن تختلف ساعات الصيام حسب التوزيع الجغرافي وتغير التوقيت المحلي. ففي بلدنا المغرب، مثلاً، يختلف وقت الإفطار بين مدن الشمال ومدن الجنوب بفارق قد يصل إلى عشرات الدقائق. هذا التنوع في مدة الصيام يبرز جمال شهر رمضان. هو تذكير لجميع المسلمين حول العالم بوحدة الهدف رغم الاختلافات الطبيعية والجغرافية التي تواجههم. مهما كان طول النهار، يبقى الصيام هو فرصة للتقرب إلى الله والتأمل في النعم العديدة التي أنعم بها علينا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى