من تاريخناslider

ثورة الملك والشعب: السياق والعبر

تحل يوم الثلاثاء 20 غشت 2024 الذكرى الواحدة والسبعون لثورة الملك والشعب. وهي تجربة فريدة في تاريخ الشعوب. إذ اعتاد العالم على ثورات شعوب ضد ملوكها.
ففي يوم 20 غشت1953، امتدت يد الاستعمار الفرنسي إلى رمز الأمة المغربية السلطان محمد بن يوسف وقامت بنفيه بمعية أسرته. وكان هذا العمل الشنيع بمثابة الشرارة التي أشعلت همم الشعب المغربي برمته. فاندلعت على الفور عمليات فدائية عفوية كلفت المستعمر خسائر بشرية ومادية لا حصر لها.
وعلى إثر ذلك تأسست حركة المقاومة وجيش التحرير التي سعت إلى تطويق المستعمر وتشديد الخناق عليه حتى اضطر إلى تصحيح جريرته وسمح برجوع الأسرة الملكية واستعادة السلطان لعرشه بعد سنتين من المنفى.
فأصبح يوم 20 غشت ملهما لحركات التحرر و شعارا للحرية والانعتاق. ففي الجزائر مثلا كانت الثورة الجزائرية تتخذ من هذا اليوم حافزا لمواجهة المحتل وتكبيده خسائر فادحة.
وغداة استقلال المغرب، كانت قيادات المقاومة وجيش التحرير تجتمع مع جلالة الملك محمد الخامس وولي عهده مولاي الحسن لتدارس أحوال البلاد. وفي إحدى هذه الاجتماعات تم التطرق إلى الحمولة التاريخية التي يمثلها تاريخ 20 غشت للأمة المغربية وكيف أنه يمثل بيعة جديدة بين الشعب والعرش العلوي المجيد. وتم الاتفاق على أن يكون عيدا وطنيا يحتفل فيه الشعب بأمجاده وبطولاته، حتى لا تنسى الأجيال المتعاقبة تضحيات الآباء والاجداد في سبيل الثوابت الوطنية.
وتم التداول على اسم يطلق على هذا اليوم المجيد. وطرحت عدة تسميات. ولكن اسما طرحه المقاوم الأستاذ عبدالرحمان اليوسفي لقي ترحيبا من الجميع. هذا الاسم هو ثورة الملك والشعب.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى