عباس المساعدي
ينحدر محمد الناصري الملقب بعباس المساعدي من تزارين بورزازات.
حفظ القرآن الكريم وتفرغ لتحفيظه في قرى ومداشر جبال الأطلس الشامخة. وانتهى به المطاف في مولاي بوعزة، حيث تزوج وعزم على تكوين أسرة. لكن الرياح جرت بما لم يخطط له. وكان أن أقدم على إراقة دم دفاعا عن شرفه.
وفي سنوات السجن الطويلة تعلم الفرنسية وخالط وطنيين كبار كانوا يؤدون ضريبة النضال والكفاح من أجل الاستقلال.
وبعد خروجه من السجن التحق بالدارالبيضاء للقاء أحد آباء الوطنية والمقاومة المغربية ابراهيم الروداني الذي كان على علاقة وطيدة بالخلايا الفدائية. فألحقه بإحداها ليصبح في ظرف وجيز مقاوما لايشق له غبار. وهو ما جعل القيادة السياسية لجيش التحرير بتطوان تعينه قائدا عسكريا ميدانيا يشرف على فرق الجيش وعلى سير عملياتها ضد الاستعمار الفرنسي.
وقد ابلى في هذه المهمة بلاء حسنا. وكان محط إعجاب من أعضاء جيش التحرير لشجاعته وبسالته وحنكته وقوته.
وبعد الاستقلال حاول السياسيون استمالته والتأثير عليه، لكن ولاءه كان لملك البلاد وعاهلها المفدى محمد الخامس طيب الله ثراه، ووهب حياته فداء لهذا الولاء. إذ امتدت اليه أيادي الغدر وسقط شهيدا بتاريخ 27 يونيو 1956.