معركة بين الصفوف

منذ حوالي أسبوعين مرت الذكرى التاسعة والستون لاندلاع معركة بين الصفوف المجيدة بين جيش التحرير المغربي والجيش الفرنسي. وقد انتصر فيها جيش التحرير انتصارا كبيرا,غنم فيه أسلحة وذخائر. وتكبد فيها جيش المستعمر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ويمكن اعتبار هذه المواجهة أهم من عمليات انطلاق جيش التحرير في الثاني من أكتوبر 1955. ففي هذا الأخير حضر عامل المباغتة الذي يشكل عنصرا أساسيا في حرب العصابات. أما في معركة بين الصفوف فقد جرت المواجهة مع سبق الإصرار والترصد من الجانبين. مع استحضار أن الجيش الفرنسي كان مجهزا ومدربا ونظاميا وجيش التحرير يتكون من متطوعين مسلحين بالإيمان بالحرية والانعتاق وبالروح الوطنية العالية.
هذه المعركة المجيدة اندلعت في أواخر يناير 1956 في منطقة تازة . وشارك فيها ثلة من المقاومين يتزعمهم بعض ممن شارك في حرب الريف التحريرية الأولى بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي. وكذلك من بعض قادة جيش التحرير من الذين سبق لهم أن خاضوا حروبا في صفوف الجيش الفرنسي. وفروا إلى صفوف جيش التحرير بأسلحتهم وطعموه بتجربتهم. ويذكر منهم خاصة محمد الغابوشي وعبد السلام الذهبي.
و بفعل هذه المعركة فهم الاستعمار الفرنسي أنه لا سبيل لبقائه في المغرب وأن ساعة الحقيقة قد دقت. فسارع بعد حوالي شهر للتوقيع على عقد جلائه من المغرب في الثاني من مارس 1956 التاريخ الحقيقي للاستقلال.