إفريقياslider

التوفيق يشدد على دور العلماء والمؤسسات في تحقيق التوجيه الرباني والحياة الطيبة

أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في كلمته بمناسبة انعقاد الدورة العادية السادسة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يوم الأربعاء 18 دجنبر 2024 في فاس، أن العلماء والعالمات ينبغي أن يركزوا في تبليغهم الدين على بيان شروط “الحياة الطيبة”، المتمثلة في الإيمان والعمل الصالح. وأوضح أن العمل الصالح ينبع من الإيمان، الذي يجب شرحه كالتزام عملي يتطلب استمرارية الذكر. والذكر يعني عدم نسيان أصل الخلق واستحضار مراد الله تعالى من الإنسان، وهو توحيده بإخلاص.
وأشار التوفيق إلى أن التوحيد يتجسد في عبادة الله وحده والتحرر من عبادة النفس والهوى، مستشهداً بتحذير القرآن الكريم من الهوى. ولفت إلى أن الأنانية، التي أصبحت سبباً رئيسياً لمشاكل البشرية كالحروب والجرائم، ما هي إلا انعكاس لغياب التزكية. وأكد أن التزكية تبدأ بمحاسبة النفس، حيث يحرص المؤمن والمؤمنة على مراجعة أفعالهم وتصرفاتهم يومياً. ووصف هذا النهج بالنفس اللوامة، التي تلوم صاحبها باستمرار على أي تقصير أو تجاوز.
وأشار التوفيق إلى ضرورة شكر الله تعالى، مستشهداً بقول الله عز وجل: “الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله” (سورة الأعراف، الآية 42). ثم وجه شكره إلى أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، الذي أطلق هذه المؤسسة من قلب جامع القرويين بخطاب سام قبل ثمان سنوات، حدد فيه مهامها وأهدافها. وأكد أن المؤسسة اليوم قد رسخت مكانتها وبدأت تؤتي ثمارها بفضل الله.
ولفت الوزير إلى أهمية انسجام جهود علماء المغرب مع نظرائهم في البلدان الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بمفهوم “تسديد التبليغ”، وهو رؤية ربانية مستوحاة من منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. واستدل على ذلك بالحكمة القرآنية الواردة في قوله تعالى: “من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة”(سورة النحل، الآية 97). وأوضح أن مفهوم “الحياة الطيبة” في القرآن الكريم يعادل السعادة في السياق المعاصر، والتي أطلق عليها القرآن الكريم أيضاً اسم “الفلاح”.
وفي ختام كلمته، أشاد الوزير بالمبادرة الملكية لتأسيس معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي يحتضن حالياً أكثر من ألف متدرب من مختلف البلدان الإفريقية. وشدد على أهمية زيادة نسبة الطالبات لتكون على الأقل ثلث عدد المترشحين للتكوين في المعهد، مؤكداً أن دور المرشدات في تعزيز التدين لا يقل أهمية عن دور المرشدين.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى