الداخلة تنظم النسخة الأولى من “الملتقى الجهوي للثوابت الدينية”
انعقد يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 بالداخلة، الملتقى الجهوي الأول للثوابت الدينية للمملكة المغربية، المنظم من طرف المجالس العلمية بجهة الداخلة – وادي الذهب، تنزيلا لبرنامجها السنوي الذي يولي عناية كبيرة للثوابت الدينية للبلاد.
ويندرج هذا اللقاء، المنظم بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالداخلة – وادي الذهب، تحت شعار “الثوابت الدينية للمملكة المغربية: مدخل مفاهيمي تأصيلي”، في إطار المبادرات الرامية إلى تسليط الضوء على الثوابت الدينية للمملكة وخصوصياتها الوطنية، تحت قيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس.
ويهدف هذا الملتقى إلى ترسيخ الثوابت الدينية والوطنية في نفوس ووجدان الأمة المغربية، من خلال تأهيل العاملين في الشأن الديني للتعاطي مع موضوع الثوابت معرفيا، وتوضيح المفاهيم الأساسية للثوابت في السياق المغربي، وإبراز أوجه التكامل والتعاضد بين الثوابت من خلال التأصيل الشرعي لها.
وفي كلمة افتتاحية، قال رئيس المجلس العلمي الجهوي للداخلة – وادي الذهب، محمد سالم الجيلاني، إن هذا الملتقى يشكل مناسبة للتعريف بالثوابت الدينية للمملكة ودراستها وإبراز أهميتها ومكانتها ودورها، مؤكدا على ضرورة الالتزام بهذه الثوابت الأربع والدفاع عنها. وأوضح أن هذه الثوابت تشمل “المذهب المالكي” وهو أساس كل هذه الثوابت باعتباره مذهب أهل السنة والجماعة وطريقة حياة ومنهجا فكريا، و”العقيدة الأشعرية” التي تتسم بالاعتدال والمحافظة على روح العقيدة وجوهرها المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله، و”التصوف السني” وهو التربية على محبة الله والتحلي بحسن الخلق ومكارم الأخلاق، و”إمارة المؤمنين” باعتبارها حاميا لهذه الثوابت وأساسا للاستقرار والأمن الروحي.
من جهته، قال مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة الداخلة – وادي الذهب، عبد القادر العليوي، إن هذا الملتقى الجهوي الأول يروم إبراز الثوابت الدينية الأربع للمملكة، باعتبارها الأساس واللحمة التي اجتمع عليها المغاربة عبر قناعات ترسخت لديهم طيلة قرون.
ودعا السيد العليوي الفاعلين الدينيين على مستوى الجهة إلى التنزيل الأمثل لهذه الثوابت الدينية عند اضطلاعهم بمهامهم وفي علاقتهم بالمواطنين، مبرزا أن إجماع المغاربة على هذه الثوابت يساهم في تعزيز أسس أمة مغربية أصيلة ومتسامحة بقيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
من جانبه، قال رئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، عمر الحوات، إن تنظيم هذا اللقاء يهدف إلى ترسيخ موضوع الثوابت الدينية للمملكة في نفوس ووجدان المواطنين والمواطنات، من خلال التأسيس لهذه الثوابت بين مكونات المجالس العلمية بالجهة، من خلال تنظيم دورات تكوينية ولقاءات وموائد مستديرة في هذا المجال. وأشار إلى أن هذه الثوابت، باعتبارها من الخصوصيات التي تميز بها المغاربة عن كثير من الشعوب الإسلامية، هي التي تؤسس عليها المؤسسة العلمية رؤيتها ومفاهيمها وتصوراتها، استمدادا واستلهاما يؤطران سلوكها واشتغالها، ويوجهان مواقفها وقراراتها.
وجرى خلال هذا الملتقى تنظيم جلستين علميتين، تناولت الجلسة العلمية الأولى مداخلة بعنوان “إمارة المؤمنين: المفهوم والتأصيل” قدمها الإمام المنسق بالمجلس العلمي المحلي لوادي الذهب أيوب نوصير، ومداخلة أخرى بعنوان “المذهب المالكي: مفهوما وتأصيلا” من إلقاء عضو المجلس العلمي المحلي لأوسرد محمد فاضل الزين.
أما الجلسة العلمية الثانية، فتناولت مداخلة بعنوان “التصوف السني: دراسة مفاهيمية تأصيلية” قدمها الإمام المنسق بالمجلس العلمي المحلي لوادي الذهب محمد الغيشم، ومداخلة أخرى بعنوان “العقيدة الأشعرية: الماهية والتأصيل” من إلقاء الإمام المنسق بالمجلس العلمي المحلي لأوسرد بورحيلات الفاطمي. ويتضمن البرنامج، كذلك، تنظيم أنشطة موازية بإذاعة الداخلة الجهوية وعدد من المساجد بإقليمي وادي الذهب وأوسرد، تهم إلقاء محاضرات حول “العقيدة الأشعرية – أسس الاختيار”، و”المذهب المالكي – النشأة والاختيار”، و”التصوف السني – الإطار التربوي للأمة”، و”إمارة المؤمنين ودورها في استتباب الأمن الروحي”. وسيعرف هذا الملتقى، الذي حضره عدد من أعضاء المجالس العلمية بالجهة والعلماء والمرشدين والمرشدات والوعاظ والواعظات والقيمين الدينيين، تنظيم ورشات وصبحيات تثقيفية لفائدة تلاميذ وتلميذات الكتاتيب القرآنية بالجهة خلال الفترة الممتدة من 30 أبريل إلى 05 ماي 2024.
و م ع